تواجه جنوب السويد قفزة حادة في أسعار الكهرباء يوم الخميس، حيث من المتوقع أن يكون سعر الكيلوواط في الساعة في “المنطقة الرابعة” (SE4)، التي تشمل مقاطعتي سكونا وبلكينغ، أعلى بمقدار 32 ضعفًا من سعره في المنطقة الشمالية الثانية (SE2). يأتي ذلك في ظل تقلبات أسعار الكهرباء التي تأثرت بالعوامل الموسمية وبنظام تسعير جديد في السوق، وفقًا لأحدث البيانات من بورصة الطاقة “نورديك بول”.
في ذروة ارتفاع الأسعار بين السادسة والسابعة مساءً، من المتوقع أن تصل تكلفة الكيلوواط في الساعة في المنطقة الجنوبية إلى 3.90 كرونة، مقارنة بمتوسط سعر 0.04 كرونة فقط في المنطقة الثانية. يمثل هذا التباين الحاد عبئًا متزايدًا على الأسر والشركات في الجنوب، بينما يستفيد المستهلكون في الشمال من الأسعار المنخفضة.
نظام تسعير جديد يثير الجدل
أرجع كريستيان هولتز، الخبير في شؤون الطاقة لدى شركة الاستشارات Merlin & Metis، هذه الفروقات الشديدة إلى التغيير في نظام تخصيص السعة المعتمد على التدفق، وهو النظام الجديد المعتمد لتسعير الكهرباء في السويد. أوضح هولتز أن الهدف من النظام الجديد هو تحسين استغلال شبكة الكهرباء بشكل أكثر كفاءة، من خلال تخصيص السعة المتاحة وفقًا للطلب والتدفق، ما قد يحقق بعض المكاسب للمستهلكين في أوروبا، لكنه أدى إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين السويديين، وخاصة في المناطق الجنوبية.
وأضاف هولتز في حديثه لصحيفة Dagens Industri: “بفضل هذا النظام الجديد، تتعرض المناطق SE1-SE3 لاحتمال مواجهة ارتفاعات ملحوظة في الأسعار خلال الأعوام المقبلة، في حين استفادت المنطقة SE2 من انخفاض غير متوقع في الأسعار.”
تأثير الطقس على الأسعار وتوقعات بارتفاع قريب
على الرغم من هذه التقلبات، شهدت السويد في أكتوبر تراجعًا ملحوظًا في الأسعار، حيث سجلت أدنى مستوى شهري لأكتوبر منذ تقسيم البلاد إلى أربع مناطق كهرباء في عام 2011. وصرح بونتوس دي مار، مدير العمليات في شبكة الكهرباء السويدية Svenska Kraftnät، بأن “الطقس الدافئ والرياح الشديدة في أكتوبر ساهمت في خفض الأسعار إلى مستويات قياسية.”
إلا أن هذا الانخفاض في الأسعار قد يكون مؤقتًا، إذ يتوقع خبراء الطاقة ارتفاعًا جديدًا في الأسعار مع حلول الطقس البارد خلال الأسابيع المقبلة، ما سيزيد من الضغط على الأسر في الجنوب التي تعتمد على الكهرباء بشكل كبير للتدفئة في فصل الشتاء.
انتقادات حول تفضيل الدول الأوروبية
انتقد بعض المستهلكين والخبراء نظام التسعير الجديد، مشيرين إلى أنه يفضل الدول الأوروبية على حساب المستهلكين السويديين، حيث تستفيد الدول المجاورة من السعة الكهربائية المحجوزة بسبب التخصيص المتدفق. ويزيد هذا النظام من الضغط على المناطق الجنوبية التي تعتمد على الواردات الكهربائية.
مستقبل مجهول للسوق الكهربائي السويدي
بينما يواجه الجنوب ارتفاعًا حادًا في الأسعار، تظل مسألة تأثير النظام الجديد على مستقبل السوق الكهربائي السويدي غير واضحة، خاصة مع الانتقادات المتزايدة وارتفاع الضغط على الحكومة لضمان توافر الكهرباء بأسعار معقولة للمستهلكين المحليين، ومن المتوقع أن يبقى الوضع الحالي في السوق محط أنظار المستهلكين وصناع القرار على حد سواء.
المصدر: tv4