أصر على رخصة القيادة وفشل 86 مرة: قصة الغش الذي أسقط الرجل في المحاولة الأخيرة

Foto: TT

في حادثة مثيرة في مالمو، سعى رجل يبلغ من العمر 48 عامًا للحصول على رخصة القيادة بأي ثمن، لكن مسيرته تحولت من طموح إلى فضيحة، بعد محاولته الغش في الامتحان النظري للمرة السابعة والثمانين. الرجل الذي قضى أكثر من عامين في محاولة اجتياز الامتحان، كتب اسمه في السجلات بفشله المتكرر الذي وصل إلى 86 محاولة لم يتمكن فيها حتى من الاقتراب من درجة النجاح المطلوبة.

الفشل المتكرر ومحاولة الغش الفاشلة

في المحاولة الأخيرة، يوم الامتحان في قاعة مصلحة المرور في مالمو، أثار تصرف الرجل شكوك المراقب. لاحظ الموظف أن الرجل كان يتصرف بعصبية ويحاول إخفاء شاشة الكمبيوتر الخاصة به، وهو ما دفع المراقب إلى التدقيق في سلوكه وتاريخه في الامتحانات. ومن خلال البحث، اكتشف الموظف أن الرجل قد حاول سابقًا اجتياز الامتحان في الأسبوع الماضي، وحصل على نتيجة متواضعة بلغت 24 نقطة فقط من أصل 65، في حين أن الحد الأدنى للنجاح هو 52 نقطة.

الكشف عن الخدعة: سماعة خفية وحيلة مدروسة

لكن المفاجأة الأكبر كانت عند طلب المراقب من الرجل نزع سماعات مصلحة المرور التي كان يرتديها. عندها، ظهرت الحقيقة: فقد كان الرجل يخفي سماعة صغيرة ملصقة بشريط لاصق داخل السماعات الأصلية. كانت هذه السماعة المتصلة جزءًا من خطة معقدة لتمكينه من تلقي الأجوبة على الأسئلة من شخص آخر كان ينتظره في الخارج.

في التحقيقات، كشف الرجل عن تفاصيل الخطة، موضحًا أنه التقى بشخص في إحدى قاعات مصلحة المرور عرض عليه المساعدة. الخطة كانت تعتمد على استخدام خاصية الصوت في جهاز الكمبيوتر لقراءة الأسئلة بصوت عالٍ، ثم يقوم الشخص الآخر بإعطائه الإجابات مباشرة عبر السماعة المخفية. الرجل الذي يبدو أنه كان على استعداد لدفع أي ثمن للحصول على رخصته، كان يحمل في جيبه مبلغًا نقديًا قدره 14,000 كرون سويدي.

تبريرات غير مقنعة وتوجيه تهم بالغش

في تحقيق الشرطة، حاول الرجل إنكار أن الأموال النقدية كانت لدفع مكافأة للمساعد الذي شارك في عملية الغش. وقال مبررًا: “لقد أجريت العديد من الامتحانات من قبل، ولم أغش في أي منها”. لكن تبريراته لم تقنع المحققين، خاصة مع الأدلة الواضحة التي توفرت لديهم من خلال سماعة الأذن المخفية وتفاصيل المخطط الذي نفذه.

تكلفة الطموح: الفشل الذي بلغ 28,000 كرون

إن الفشل المستمر للرجل في اجتياز الامتحان النظري لم يكن مجرد عقبة مؤقتة، بل كانت له تكاليف مادية كبيرة. فقد بلغت التكلفة الإجمالية للمحاولات الـ87 التي أجراها للحصول على رخصة القيادة ما يزيد عن 28,000 كرون سويدي، وهي تكلفة تفوق ما كان يتخيله عند بدء مسيرته الطويلة للحصول على الرخصة.

إلا أن الطموح للحصول على رخصة القيادة تحول إلى مشكلة قانونية مع توجيه تهمة “التصريح الكاذب الجسيم” إليه. في حالة إدانته، قد يواجه الرجل عواقب قضائية أشد من مجرد خسارة الأموال التي أنفقها على محاولاته الفاشلة، والتي كان يأمل أن تنتهي برخصة قيادة بين يديه.

نهاية حلم، وبداية قضية قضائية

تُظهر هذه القصة مزيجًا من الإصرار واليأس الذي دفع الرجل إلى اتباع وسائل غير مشروعة لتحقيق هدفه. ورغم أن الطموح قد يكون دافعًا للتقدم، إلا أن اللجوء إلى الغش لم يكن السبيل الأمثل، وانتهى به الأمر إلى قضية قضائية يمكن أن تطول في المحاكم. فبدلاً من أن يتذكر الناس محاولاته المتكررة كعلامة على المثابرة، باتوا يتذكرون المحاولة الـ87 كعلامة على الفضيحة والغش.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع