دال ميديا: في خضم التصعيد التجاري بين الصين والولايات المتحدة، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الفيديوهات الساخرة والمُصنّعة عبر الذكاء الاصطناعي، تُظهر عمالًا أمريكيين بزيّ موظفي مطاعم الوجبات السريعة وهم يقومون بتجميع هواتف “آيفون”، وأحذية “نايكي”، وسيارات “تسلا” — وهي رموز صناعية لطالما ارتبطت بالتصنيع في الصين.
وتختم هذه المقاطع الساخرة بشعار لاذع:
”اجعلوا أمريكا غنية من جديد“ (Make America Rich Again)، مع ظهور شعارات كبرى الشركات الأمريكية مثل Apple وTesla وNike وNvidia.
“سخرية بطعم الحقيقة”… هل الصين وراء هذه المقاطع؟
يرى الصحفي السويدي إيمانويل كارلستين أن هذه الفيديوهات قد تكون محاولة ساخرة، وربما حتى مدروسة، للرد على قرار ترامب الأخير برفع الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية إلى 125٪.
“ربما تكون هذه المقاطع من إنتاج الدولة الصينية نفسها، فهي تملك هذا النوع من السخرية الحادة الممزوجة بالحقيقة القاسية”، يقول كارلستين في مقابلة مع TV4.
ويضيف أن مصدر هذه المقاطع غير مؤكد، لكنها تحمل دلالات قوية على استفزاز ثقافي ذكي يعكس كيف ترى الصين نفسها في صدارة الصناعة العالمية، بينما تبدو أمريكا مرتبكة في سياساتها الاقتصادية.
الذكاء الاصطناعي… يحوّل الخيال إلى واقع بصري
الميزة الأخطر في هذه المقاطع، بحسب كارلستين، ليست فقط في مضمونها، بل في طريقة إنتاجها:
“الذكاء الاصطناعي سهّل إنتاج صور ومشاهد تجسّد ما في الأذهان بطريقة فنية ساخرة وسهلة النشر والتأثير.”
ويشير إلى أن هذه الفيديوهات الساخرة لا تسخر فقط من السياسات الأمريكية، بل تعكس خطابًا سياسيًا متصاعدًا في العالم كله ضد التصعيد الجمركي والانعزالية الاقتصادية.
هل يمكن للسخرية أن تكون سلاحًا جيوسياسيًا؟
بحسب كارلستين، فإن هذه المقاطع يمكن اعتبارها نوعًا من “الدبلوماسية الساخرة” أو التهكم الاستراتيجي، خاصة إذا كانت موجّهة من قوة عظمى مثل الصين.
“إذا كانت الصين تريد أن تُظهر تفوّقها الاقتصادي على أمريكا، فهذه وسيلة ذكية، جذابة، وربما فعّالة.”
تجدر الإشارة إلى أن ترامب نفسه نشر في وقت سابق هذا العام مقطع فيديو ساخرًا عبر منصة X، يُظهر غزة كمكان سياحي فاخر يدعى “ريفيرا الشرق الأوسط”، في مقطع انتقده كثيرون.