الذكاء الاصطناعي يدخل عيادات التدريب: ثورة في تعليم طب الأسنان بجامعة مالمو

رعاية الأسنان لكبار السن في السويد: Bild: Bertil Ericson / TT

دال ميديا: أطلقت جامعة مالمو مبادرة تعليمية جديدة تهدف إلى تعزيز مهارات طلاب طب الأسنان في التعامل مع مرضى يعانون من القلق والخوف من زيارة طبيب الأسنان، وذلك من خلال الاعتماد على مرضى افتراضيين يتم تشغيلهم بتقنية الذكاء الاصطناعي.

في قاعات التدريب داخل الجامعة، يجلس الطلاب أمام شاشات يتفاعلون من خلالها مع “مرضى” رقميين يمتلكون شخصيات وخلفيات طبية وسلوكية متنوعة، من بينهم “هانس”، مريض افتراضي يعاني من مشاكل في الأسنان ويظهر علامات واضحة من القلق، ويتحدث بلكنة أمريكية.

الطالبة إميلي كليمنكو عبّرت عن إعجابها بالتجربة قائلة:

“كان الأمر ممتعًا للغاية. المرضى الافتراضيون يمتلكون شخصيات خاصة، لدرجة أنك تشعر وكأنك تتحدث مع شخص حقيقي.”

وتضيف أن التنوع في ردود فعل المرضى الافتراضيين يجعل التدريب أكثر واقعية مقارنة بالتدريبات السابقة التي كانت تعتمد على تمثيل الأدوار بين الطلاب أنفسهم باستخدام نصوص مكتوبة مسبقًا.

من تمثيل النصوص إلى محاكاة الذكاء الاصطناعي

في السابق، كان الطلاب يتدربون على مهارات التواصل من خلال تمثيل الأدوار مع زملائهم، إلا أن هذه الطريقة لم تكن تُشعرهم بالحقيقة أو الواقعية المطلوبة.
أما الآن، ومع استخدام الذكاء الاصطناعي، أصبحت المحاكاة أكثر حيوية وتلقائية، حيث تتغير إجابات المرضى الافتراضيين بحسب الأسئلة المطروحة عليهم، مما يجعل كل جلسة تدريبية تجربة فريدة.

إيان مارس لاند، أحد الطلاب الذين شاركوا في التجربة، يرى أنها مفيدة لكنها تتطلب نوعًا من الانخراط الكامل في الدور، وقال:

“يمكنك أن تأخذ الأمر بجدية أو لا. حاولت أن أندمج بأقصى ما أستطيع، وعندها أصبحت التجربة مفيدة فعلًا.”

القلق من طبيب الأسنان: ظاهرة منتشرة

بحسب دراسة صادرة عن جامعة غوتنبرغ، يعاني نحو واحد من كل خمسة سويديين من نوع من القلق أو الرهاب المرتبط بزيارة طبيب الأسنان، وهي حالة يمكن أن تمنع بعض المرضى من الحصول على الرعاية التي يحتاجونها.
ولهذا السبب، تؤكد كلية طب الأسنان في مالمو على أهمية إكساب الطلاب المهارات النفسية والاجتماعية التي تمكّنهم من فهم مخاوف المرضى وبناء علاقة قائمة على الثقة.

الدكتور ألكسندر ميلوسافلييفيتش، طبيب الأسنان المشرف على البرنامج، أوضح أن جوهر العلاج الجيد يكمن في الحوار مع المريض، وقال:

“بالطبع العمل داخل الفم صعب، لكن الأصعب هو التواصل الجيد مع المريض. فهنا تبنى الثقة، وهنا تبدأ التغييرات السلوكية المفيدة لصحة المريض.”

ويؤكد ميلوسافلييفيتش أن استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه المرحلة من التدريب يُعدّ خطوة متقدمة مقارنة بالأساليب التقليدية:

“حين تمثل الدور مع طالب تعرفه وتلتزم بنص مكتوب، تفقد عنصر العفوية والواقعية. الذكاء الاصطناعي يقدّم تجربة أقرب للحقيقة بكثير.”

تجربة جامعة مالمو تمثل تحولًا نوعيًا في طرق تعليم طب الأسنان، حيث يتم إعداد الجيل القادم من أطباء الأسنان للتعامل مع مرضى حقيقيين بطريقة أكثر إنسانية واحترافًا. ويبدو أن الذكاء الاصطناعي بدأ يأخذ مكانه ليس فقط في غرف العمليات، بل أيضًا في قاعات التدريب والتعليم.

المصدر: قناة TV4

المزيد من المواضيع