تكشف البيانات الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أن السويد تحتل المركز الأخير في أوروبا من حيث الانضباط داخل الفصول الدراسية. تواجه المدارس السويدية مشكلات كبيرة تتعلق بنتائج التحصيل الدراسي، والأمان، والهدوء في الفصول، مما دفع الحكومة إلى اتخاذ خطوات صارمة لعكس هذا الاتجاه السلبي.
وأوضحت لوتا إدهولم، وزيرة التعليم السويدية، أن هذه الأرقام مقلقة للغاية، قائلة: “إنها مسألة خطيرة جدًا”. وأكدت أنه على الرغم من الارتفاع المستمر في مشاكل انضباط الفصول الدراسية، فإن هناك إجراءات جديدة قيد التنفيذ لتعزيز الانضباط وتحسين البيئة التعليمية.
فوضى في الفصول الدراسية:
تشير الدراسة التي أجرتها OECD إلى أن الفصول الدراسية في السويد، وخاصة في دروس الرياضيات بين طلاب يبلغون من العمر 15 عامًا، تعاني من فوضى كبيرة. وصرح ثلث الطلاب المشاركين في الدراسة بأن الفصول غالبًا ما تكون صاخبة وفوضوية. وتوضح إدهولم أن هذا الصخب يؤثر سلبًا على نتائج الطلاب في الرياضيات، مشيرة إلى وجود علاقة مباشرة بين الفوضى في الفصول وضعف التحصيل الدراسي.
وأضافت: “نشهد تأخيرات متكررة في وصول الطلاب إلى الفصول الدراسية، وتشتيت انتباههم بسبب الأجهزة الإلكترونية، مما يؤدي إلى تدهور الأداء الأكاديمي.”
دور الأهالي في المشكلة:
أشارت إدهولم إلى أن الأهالي لا يأخذون تحذيرات المعلمين والمديرين على محمل الجد بما فيه الكفاية. وتابعت: “خلال زياراتي العديدة للمدارس، لاحظت أن هناك فئة من الأهالي تحاول باستمرار تبرير سلوك أطفالهم بدلاً من التعامل بجدية مع المخاوف التي يثيرها المعلمون والمديرون.”
إجراءات حكومية جديدة:
لمعالجة هذه المشاكل، أعلنت الحكومة عن حزمة من الإجراءات تشمل تعزيز الأمان في المدارس، وزيادة عدد المعلمين المتخصصين، وتأسيس مجموعات تعليمية خاصة، وتوفير مدارس طوارئ لدعم الطلاب الذين يواجهون صعوبات كبيرة. تهدف هذه الإجراءات إلى تحسين انضباط الفصول الدراسية وتوفير بيئة تعليمية أفضل وأكثر هدوءًا.
النظرة المستقبلية:
تأمل الحكومة أن تساهم هذه التدابير في رفع مستوى انضباط الفصول الدراسية وتحسين نتائج الطلاب. تؤكد إدهولم: “من الضروري أن نعمل جميعًا، كحكومة وأهالي ومعلمين، لخلق بيئة تعليمية مستقرة وهادئة، حيث يمكن لجميع الطلاب التركيز والتعلم بفعالية.”
المصدر: tv4.se