الفن في مهب السرقة: حين تتحول حدائق مالمو إلى ساحات لصوص البرونز!

في مالمو: منحوتات تغيب ومنشار اللصوص يحل محل الجمال! tv4

دال ميديا: في مشهد بات يتكرر بطريقة مثيرة للقلق، استيقظت مدينة مالمو على خبر سرقة عملين فنيين من قلب منتزه سلوتس باركن، حيث عمد مجهولون إلى نشر وسرقة منحوتات برونزية ثمينة، تاركين خلفهم حدائق فقيرة وجمهورًا غاضبًا.

السرقة الأولى استهدفت مجموعة “الطيور” خلال عطلة عيد الفصح، ولم تكد المدينة تفيق من الصدمة حتى اختفى أيضًا تمثال “غوسابوغين”الذي زيّن الحديقة على مدار 47 عامًا.

اليوم، لم يتبقَّ سوى تمثال واحد يتيم يحرسه حاليًا حراس خاصون، بعد أن استشعرت البلدية حجم الكارثة.

“هذه جريمة ضد الجمال!”

كنوت كنوتسون، خبير التحف الفنية الشهير، لم يُخفِ غضبه، وصرّح لقناة TV4 قائلاً:

“إنه أمر مروع! من الذي يرغب الآن بوضع فنون جميلة في الفضاء العام إذا كانت ستُسرق؟”

وأوضح كنوتسون أن الأمر لا يتوقف عند خسارة التماثيل، بل يمتد إلى ضرب حركة الفنون العامة ككل:

“هذا قد يؤثر سلبًا على الفنانين الذين يعتمدون على هذه الأعمال كمصدر دخل.”

صورة على إنستغرام… وسرقة بعدها بساعات!

في حادثة سابقة، روى كنوتسون أنه التقط صورة لقبر الفنان الكبير كارل إلد في بلينغه، وشاركها على إنستغرام.
بعد أيام، علم أن التماثيل المحيطة بالقبر قد سُرقت!

قال كنوتسون بأسف بالغ:

“لو كنت السبب غير المقصود في سرقتها، فهذا أمر يفطر القلب. ومنذ ذلك الحين، لم أعد أنشر مثل هذه الصور أبداً.”

هل نلوم من يُصوّر أم من يسرق؟

رغم الجدل، يرى أندش وينبيري، رئيس قسم العقارات والبنية التحتية في بلدية مالمو، أن المسؤولية واضحة:

“التصوير ليس الجريمة. الجريمة يرتكبها من ينشر، ويكسر، ويذيب هذه الأعمال الفنية!”

وأضاف، في إشارة إلى تأثير الشخصيات العامة:

“صحيح أن تأثير الأشخاص المعروفين مثل كنوتسون قد يكون كبيرًا، ولكن الذنب في النهاية يقع على السارق لا على من التقط صورة.”

الفن بين المطرقة والسندان

في النهاية، يبقى السؤال الصعب مطروحًا:

هل نخفي الفن خوفًا من السرقة… أم نستمر في تزيين شوارعنا وحدائقنا بإيمان لا ينكسر بأن الجمال يستحق المخاطرة؟

في مالمو، كما يبدو، المعركة مستمرة بين من يحفرون للفن مكانًا… ومن ينشرون قضبان مناشيرهم في عتمة الليل.

المزيد من المواضيع