أظهرت دراسة جديدة أجراها شركة “IQ” التابعة لنظام بيع المشروبات الكحولية السويدي، أن الشباب الذين يشعرون بالقرب من والديهم يستهلكون كميات أقل من الكحول. الدراسة، التي أعدتها “البارومتر الشبابي” لصالح شركة “IQ”، شملت شبابًا تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا، وكشفت أن العائلة أصبحت ذات أهمية متزايدة لهذه الفئة، وأن الشباب الذين يقيمون علاقات قوية مع والديهم يميلون إلى شرب كميات أقل من الكحول. وقد أظهرت الدراسة مقارنة بين الوضع الحالي والوضع قبل 13 عامًا، حيث تبين أن التقارب الأسري يزداد اليوم مقارنة بالماضي، مما يعكس تحولًا إيجابيًا في طبيعة العلاقة بين الشباب وأسرهم.
قال مجتبي غودسي، المدير التنفيذي لشركة “IQ”: “تُظهر دراستنا أن الشباب أنفسهم يطالبون بأن يقوم الوالدان بمناقشة موضوع الكحول معهم”. وأضاف غودسي أن الحديث المفتوح بين الآباء والأبناء حول الكحول يمكن أن يشكل فارقًا كبيرًا في توجيه الأبناء نحو اتخاذ قرارات مدروسة ومستنيرة بشأن الكحول. وأوضح أن هذا النوع من الحوار يمكن أن يوجه الأبناء بشكل صحيح في كيفية التفكير والتعامل مع هذا الموضوع، مما يمكنهم من النمو والتأمل في معايير المجتمع حول الكحول وتحديها. وأضاف: “عندما يتحدث الآباء مع أبنائهم عن الكحول بشكل صريح، يصبح لدى الأبناء القدرة على فهم المخاطر والتساؤل حول القواعد الاجتماعية المتعلقة بتعاطي الكحول، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات أفضل”.
الشاب ليون جيلمُو شارك تجربته قائلاً: “أنا قريب جدًا من والديّ، وأرى أن بعض أصدقائي الذين لا يتمتعون بهذا القرب يميلون إلى شرب الكحول أكثر والذهاب إلى الحفلات بشكل متكرر”. وأكد ليون على أهمية حضور الوالدين واهتمامهم بما يقوم به أبناؤهم، حيث أشار: “أنا لا أشرب كثيرًا بنفسي، لكني أعتقد أن من المهم أن يكون لدى والديّ فكرة عما أفعله”. وأضاف: “وجودهم يجعلني أشعر بالمسؤولية تجاه قراراتي، كما أنني أشعر بأن لدي دائمًا دعمًا من والديّ، وهو ما يساعدني على تجنب الوقوع في عادات سيئة مثل شرب الكحول”.
كما أظهرت الإحصائيات أن معظم الشباب ينظرون بشكل سلبي إلى الوالدين الذين يقدمون الكحول لأبنائهم في المنزل قبل بلوغهم سن الـ 18. وتبين من الدراسة أن تقديم الكحول في المنزل، حتى وإن كان في بيئة مريحة وتحت إشراف الأهل، لا يُعد تصرفًا إيجابيًا من وجهة نظر الشباب. وأوضح مجتبي غودسي أن هناك سوء فهم شائع بين بعض الآباء حول هذا الموضوع، حيث يعتقدون أن تقديم الكحول في بيئة مريحة هو أمر مناسب ويمكن أن يقلل من جاذبية الكحول للأبناء. إلا أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، حيث يجعل هذا الأمر من الصعب على الوالدين وضع حدود واضحة لاستهلاك الكحول، بل قد يعطي الأبناء رسالة مختلطة حول موقف الأهل من شرب الكحول.
قال غودسي: “هذا هو أحد أكبر المفاهيم الخاطئة التي أتلقاها من الآباء. يسألني البعض ما إذا كان من المناسب تقديم الكحول للأبناء في بيئة منزلية آمنة، ولكن الحقيقة هي أن هذا السلوك يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث يصعب على الوالدين تحديد القواعد بوضوح وتطبيقها عندما يبدأ الأبناء في شرب الكحول في سن مبكرة”. وأضاف: “من المهم أن يدرك الآباء أن توجيه الأبناء حول الكحول لا يتم من خلال تقديمه لهم، بل من خلال تقديم دعم وإرشاد مستمر ومشاركة الأحاديث البناءة معهم”.
وأشارت الدراسة أيضًا إلى أن التواصل الفعال بين الآباء والأبناء حول قضايا مثل الكحول يعزز من قدرة الشباب على التفكير النقدي واتخاذ قرارات مستنيرة. وأظهرت النتائج أن الشباب الذين يتحدثون مع والديهم بشكل منتظم حول موضوع الكحول يميلون إلى أن يكون لديهم وعي أكبر بمخاطر التعاطي وآثارها السلبية على الصحة والمستقبل. هذا النوع من التواصل يساعد في بناء جيل أكثر وعيًا واستقلالية في اتخاذ قراراتهم الشخصية.
المصدر: tv4