الكردستاني يعلن مسؤوليته عن الهجوم، والطائرات التركية تكثف قصفها على روجآفا وسط حديث متجدد عن عملية السلام

القصف التركي. AFP

في الفترة الأخيرة، عادت عملية السلام بين تركيا والأكراد لتكون موضع جدل واسع في المشهد السياسي التركي، وسط تصاعد التوترات والهجمات المتبادلة. يأتي هذا التقرير ليعرض التفاصيل الكاملة حول تطورات عملية السلام، وتصريحات المسؤولين الأتراك مثل دولت بخشلي، زعيم حزب الحركة القومية وشريك الرئيس رجب طيب أردوغان، وكذلك أردوغان نفسه.

خلفية الهجوم على شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية

أعلن حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف مقر شركة “توساش” للصناعات الجوية والفضائية في أنقرة يوم 23 أكتوبر 2024، والذي أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 22 آخرين. بحسب بيان الجناح العسكري للحزب، نفذ الهجوم فريق مستقل من “كتيبة الخالدون”، وهو هجوم لا يرتبط بالأجندة السياسية التي نوقشت في تركيا الشهر الماضي.

ردًا على الهجوم، شنت تركيا غارات جوية على عشرات المواقع في شمال العراق وسوريا، حيث أعلنت الاستخبارات التركية أنها استهدفت 120 موقعًا حتى يوم الجمعة، مستخدمة الطائرات المسيرة والمدفعية في قصف مناطق في روجآفا.

تصريحات أردوغان وبخشلي

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصف الهجوم بأنه “إرهابي”، وأكد في تصريحاته أثناء عودته من قمة بريكس في قازان الروسية أن تركيا ستستمر في “اجتثاث الإرهاب من جذوره”، سواء في سوريا أو في أي مكان آخر حسب الضرورة. هذه التصريحات تأتي في وقت يزداد فيه الحديث عن إعادة إحياء عملية السلام مع الأكراد، وتباينت ردود الفعل حول هذه العملية.

من جهته، أكد دولت بخشلي، زعيم حزب الحركة القومية وشريك أردوغان في الحكومة، موقفه الصارم من حزب العمال الكردستاني، داعيًا إلى ضرورة القضاء على “الإرهاب” دون أي تساهل، مما يشير إلى رفضه لأي حوار مع الأطراف الكردية المسلحة.

موقف منظومة المجتمع الكردستاني وعبد الله أوجلان

منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) أعلنت في بيان متابعة الجهود الرامية إلى التوصل لحل سلمي للقضية الكردية، وأشارت إلى أن الهجوم الأخير لا يرتبط بالعملية السياسية الحالية. عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون منذ عام 1999، أكد استعداده لتحويل مسار “الصراع والعنف” إلى “المسار القانوني والسياسي”، وذلك عبر رسالة نقلها ابن شقيقه عمر أوجلان.

في هذا السياق، تمكنت عائلة أوجلان من زيارته للمرة الأولى منذ مارس 2020، مما يعطي إشارة محتملة لنية السلطات التركية فتح قنوات تواصل مع الزعيم الكردي في محاولة لتخفيف التوترات.

تطورات الصراع والهجمات التركية

بعد الهجوم على شركة “توساش”، كثفت القوات التركية غاراتها على مناطق روجآفا، مما أسفر عن فقدان العشرات من المدنيين حياتهم، بينهم أطفال. وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، تسببت الغارات في استشهاد 27 مدنيًا في ليل الأربعاء/الخميس. قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، اتهم تركيا بقصف مناطقهم بشكل عشوائي واستهداف المراكز الخدمية والصحية.

كما واصلت الطائرات التركية ليلة أمس الجمعة، غاراتها على مناطق روجآفا، مما أدى إلى استشهاد طفل وإصابة 9 أشخاص، بينهم طفلان. بحسب معلومات من مصادر محلية في شمال شرق سوريا، استهدف القصف السايلو ومستشفى في كوباني وقرية في منبج. أودى استهداف القرية بحياة طفل وإصابة اثنين آخرين، فيما أصيب 7 عمال جراء استهداف السايلو في كوباني.

وزير الدفاع التركي أعلن عن قصف 47 موقعًا في شمال العراق وسوريا يوم الخميس، محذرًا من أن كافة منشآت التنظيمات التي وصفها بـ”الإرهابية” ستكون هدفًا مشروعًا في المستقبل.

دعم عملية السلام

رغم التصعيد العسكري، لا يزال الحديث عن عملية سلام جديدة مستمرًا في الساحة السياسية التركية، لكن تباين المواقف بين المسؤولين الأتراك وقيادات الأكراد يظهر أن الطريق نحو السلام ما زال معقدًا. تصريحات عبد الله أوجلان ومنظومة المجتمع الكردستاني تعكس رغبة في العودة إلى الحوار، بينما تصريحات أردوغان وبخشلي تشير إلى استمرار النهج العسكري في التعامل مع حزب العمال الكردستاني.

تستمر هذه الأحداث في التأثير على الوضع في المنطقة، حيث تتزايد المخاوف من تداعيات استمرار التصعيد العسكري، لا سيما في ظل الاستهداف المستمر لمناطق روجآفا وما يترتب على ذلك من معاناة للمدنيين.

المزيد من المواضيع