قامت الأجهزة الأمنية التركية بعملية مداهمة واسعة اليوم السبت، أسفرت عن انهيار شبكة احتيال كبيرة كانت تقوم بجمع أموال طائلة من ضحاياها عبر الإنترنت. الشبكة، التي جمعت ما يقرب من 2.5 مليار ليرة تركية، نجحت في إقناع الضحايا بشراء بضائع من شركات وهمية لم يكن لها أي وجود حقيقي.
تمكنت السلطات من تحديد هوية 40 شخصًا موزعين على 18 ولاية تركية، حيث أوقعوا ضحاياهم في فخ البضائع الوهمية التي لم تُرسل أبدًا. اعتمد أعضاء الشبكة على إعلانات مضللة عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي لجذب الضحايا وإقناعهم بشراء المنتجات.
الشبكة أسست 23 شركة وهمية، وحققت من خلالها أرباحاً عالية عبر نشر إعلانات خادعة. وقد ساعدت الأرصدة البنكية الخيالية التي أظهروها في كشف هوياتهم، مما مكن السلطات من بدء التحقيقات وجمع الأدلة ضدهم.
حتى الآن، تمكنت السلطات من احتجاز 28 شخصًا من أفراد الشبكة، بينما تم الإفراج عن 3 متهمين بشرط المراقبة القضائية، و9 آخرين بعد الإدلاء بشهاداتهم.
إجراءات قضائية وتعويض الضحايا:
تعتزم السلطات فرض الحجز الاحتياطي على الأرصدة البنكية للمشتبه بهم في محاولة لتعويض الضحايا الذين رفعوا 111 قضية احتيالضد أعضاء الشبكة. وكشفت التحقيقات أن هذه الشبكة ليست الأولى من نوعها، حيث تتكرر مثل هذه العمليات الاحتيالية في تركيا بشكل دوري.
وفقًا لمصادر لـ”العربية.نت”، تعمل السلطات على مراجعة الإجراءات الاحترازية لمنع تكرار مثل هذه العمليات، في ظل التزايد الدوري لعمليات الاحتيال الإلكتروني في البلاد.
تكرار عمليات الاحتيال الإلكتروني:
تشير فرق مكافحة الجرائم الإلكترونية إلى أن تكرار عمليات الاحتيال في تركيا يرتبط بسوء معرفة العملاء الأتراك بالمواقع الإلكترونية الموثوقة للتسوق. وبالإضافة إلى الوقوع ضحايا لمواقع التسوق الوهمية، تعرض العديد من الأتراك أيضًا للاحتيال من قبل مواقع بيع وشراء العملات الرقمية.
في يونيو الماضي، أعلنت وزارة الداخلية التركية عن تفكيك شبكة احتيال رقمية مكونة من 127 شخصًا، استغلوا منصة عملة رقمية وهمية باسم “Smart Trade Coin” للاحتيال على المستثمرين، وجمعوا نحو مليار دولار من خلال وعود كاذبة بتحقيق أرباح ضخمة دون وجود مخاطر.