دال ميديا: بينما يسابق الاتحاد الأوروبي والحكومة السويدية الزمن لتأمين مستقبل الطاقة الخضراء، تحذر القوات المسلحة السويدية من أن الاندفاع نحو استخراج المعادن النادرة قد يتحول إلى تهديد صريح للأمن الوطني.
في كيرونا، شمالي السويد، تحتضن الأرض واحدة من أكبر الكنوز الجيولوجية في أوروبا: موقع “بير غيير” الذي تقدر احتياطاته بأكثر من مليوني طن من أكاسيد المعادن الأرضية النادرة، وفقاً لشركة التعدين الحكومية LKAB.
هذه الموارد التي تُستخدم في صناعة السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح توصف اليوم بأنها “الذهب الجديد” في زمن التحول الأخضر، مع طموح أوروبي لتقليل الاعتماد على الصين في هذا المجال الحيوي.
ومع ذلك، تحذر القيادة العسكرية في المنطقة الشمالية من أن السباق المحموم لفتح المناجم واستقدام شركات جديدة قد يعيد إلى الأذهان دروساً تاريخية مريرة:
“لطالما كانت الموارد الطبيعية سبباً في إشعال النزاعات”، يقول كلاس كريستنسون، رئيس الاستخبارات والأمن بالمنطقة العسكرية الشمالية.
ثلاثة مشاريع سويدية على المسار السريع
ضمن المبادرة الأوروبية التي أطلقت في مارس، تم اختيار 47 مشروعاً عبر القارة لتسريع استخراج المعادن الأساسية، بينها ثلاثة مشاريع في السويد. وتشمل القائمة إضافة إلى LKAB، الشركة الأسترالية Talga AB التي تعتزم استخراج الغرافيت قرب فيتانغي.
التغيير المثير للجدل أن زمن الانتظار المرهق الذي كان يمتد لعقد كامل للحصول على التراخيص بات بفضل “المسار السريع” الأوروبي يختصر إلى حوالي سنتين فقط.
السباق نحو المستقبل قد يحمل مفاجآت غير مرغوبة
رغم الحماسة السياسية والرغبة في تصدر مشهد الطاقة المتجددة، يلوح في الأفق سؤال جاد:
هل يبرر الاندفاع الأخضر المخاطرة بإثارة مطامع جيوسياسية جديدة في الشمال السويدي؟
بينما تنتظر المناجم أن تفتح أفواهها للأرض، يبدو أن الدفاع السويدي يراقب الموقف بعين لا ترى فقط ثروات تحت التربة… بل احتمالات اشتعال صراعات فوقها أيضاً.
المصدر: SVT