أصبحت جثث ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، يوم الاثنين، تُترك في الشوارع في وقت تستمر فيه عمليات البحث و الإنقاذ تحت الأنقاض، حيث تشير آخر الإحصاءات الى وفاة حوالي 8000 شخص في تركيا و سوريا، مع تحذيرات من الأمم المتحدة بشأن احتمالية وفاة الآلاف من الأطفال، وفقا لما نقلته البي بي سي.
وكانت الهزة الأرضية التي ضربت العديد من المناطق في تركيا و سوريا، حوالي الساعة الرابعة من صباح يوم الاثنين، بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، حيث كان مركزه الرئيسي القرب من مدينة غازي عنتاب التركية.
أما الهزة الارتدادية التي لحقت الأولى بنفس القوة كان بالقرب من مدينة قهرمان مرعش.
هذا وأعلن الرئيس التركي أردوغان، حالة الطورائ لمدة ثلاثة أشهر في عشرة مدن والتي تعتبر الأكثر تضررا من غيرها، وذلك حتى ينفتح المجال أمام عمال فرق الإغاثة والمساعدات المالية بالدخول الى تلك المناطق.
وقال مراسل البي بي سي في المنطقة، ان حدة الغضب في بعض المناطق قد ازدادت بسبب عدم وصول المساعدات بالسرعة الكافية، كما هو الحال في مدينة أنطاكيا التي تركت فيها الجثث على الأرصفة لساعات طويلة، في وقت كان المنقذون يكافحون من أجل مساعدة الناجين و إخراج العالقين تحت الأنقاض.
تقول احدى الناجيات للبي بي سي، ان رجال الإنقاذ جاءوا والتقطوا صورا لمنزل صديقتها الذي تحول الى انقاض والتي تعتقد ان 11 شخصا عالقون تحت الأنقاض، و لم يعودوا ثانية.
وقالت انهم كانوا في البداية يسمعون أصوات استغاثة من تحت الأنقاض والتي استمرت لساعات، لكنها توقف مع مرور الوقت.
وفي مدينة قهرمان مرعش، الذي يعد مركز الزلزال الثاني، فقد تأخرت المساعدات هناك ايضا بسبب انسداد الطرق الجبلية بالفعل الزلزال، حيث انهارت صفوف كاملة من المباني و تحولت الى انقاض، و بالرغم من محاولات رجال الإنقاذ التعامل مع الأمر، إلا ان الطقس السيء يعرقل أعمالهم.
لقد بات الناجون من الزلزال مضطرين ان يعيشوا في الشوارع الآن يبحثون عن الطعام و يحرقون الأثاث للتدفئة بسبب برودة الأجواء وسط توقعات ان تنخفض درجات الحرارة الى ما دون الصفر في هذا الأسبوع.
الوضع ليس مختلفا في مدينة إسكندرون الساحلية، حيث يضطر الناجون المشردون الإقامة في الأماكن المفتوحة بعد المباني.
أما على الجانب الآخر من الحدود في الشمال السوري، فان الوضع مأساوية بسبب صعوبات إيصال المساعدات لا سيما المناطق اللتي تسيطر عليها الجماعات الموالية لتركيا.
وحتى قبل الزلزال، فقد كان الوضع سيئاً لدرجة حرجة، حيث البرد القارس و انهيار الأبنية و تفشي الكوليرا، تسبب في حالة نفسية خطيرة يعيشها أهالي تلك المناطق.
وتؤكد التقارير ان مناطق الشمال الغربي في سوريا، بالأخص، تعيش في أصعب الظروف بسبب عدم وجود منافذ لإيصال المساعدات إلا واحد فقط وهو الذي تسيطر عليه الجماعات المسلحة.