تمكنت فتاة إيزيدية، كانت قد اختُطفت من قبل تنظيم داعش الإرهابي في سن الحادية عشرة، من العودة إلى أحضان أسرتها في العراق بعد أكثر من عشر سنوات من الأسر. عملية تحرير الفتاة، المعروفة باسم فوزية أمين سيدو، تمت في عملية معقدة شملت تعاونًا بين إسرائيل، الولايات المتحدة، وعدد من الجهات الدولية، بحسب ما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
الإيزيديون: أقلية تعاني من اضطهاد طويل الأمد
تعتبر الطائفة الإيزيدية واحدة من الأقليات الدينية التي تتواجد بشكل رئيسي في العراق وسوريا، حيث عانت هذه الطائفة من أشكال مختلفة من الاضطهاد، كان أشدها على يد تنظيم داعش في عام 2014، عندما اجتاح مسلحو التنظيم منطقة سنجار شمال غرب العراق. خلال ذلك الهجوم، قُتل آلاف الرجال من الإيزيديين وتم أخذ النساء والفتيات كـ”سبايا” وجعلهن غنائم حرب. تُشير تقارير إلى أن تنظيم داعش قتل أكثر من 3000 من الإيزيديين وأسر حوالي 6000 آخرين.
الاختطاف والوضع في غزة
بحسب تقرير بي بي سي، كانت فوزية واحدة من آلاف الفتيات الإيزيديات اللواتي اختُطفن من قراهن، وتم نقلهن إلى أماكن مختلفة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي. بعد فترة من الأسر في مناطق متعددة، انتهى المطاف بفوزية في قطاع غزة. وقالت مصادر من الجيش الإسرائيلي إن الشخص الذي اختطفها قُتل خلال الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحركة حماس، وربما كان ذلك بسبب غارة جوية.
بعد مقتل المختطف، تمكنت فوزية من الهروب إلى مكان آخر في غزة، حيث تم إطلاق سراحها أخيرًا ضمن عملية منسقة ومعقدة بين إسرائيل والولايات المتحدة وجهات دولية، وتم نقلها بعد ذلك إلى العراق عبر إسرائيل والأردن.
المحاولات السابقة والعقبات الأمنية
وقال سلوان سنجاري، المسؤول بوزارة الخارجية العراقية، إن هناك محاولات سابقة استمرت لأربعة أشهر لإنقاذ فوزية، لكنها باءت بالفشل بسبب الوضع الأمني المتدهور في قطاع غزة. وأضاف سنجاري أن فوزية كانت في حالة بدنية جيدة عند تحريرها، ولكنها تعرضت لصدمة نفسية بسبب سنوات الأسر والأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة.
لم شمل مؤثر مع الأسرة
وأظهر مقطع فيديو نشره الناشط الكندي في القطاع الخيري ستيف مامان لحظة لقاء فوزية بأسرتها في العراق. وصرح مامان على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقًا): “قطعت وعدا لفوزية الإيزيدية التي كانت رهينة لدى حماس في غزة بأن أعيدها إلى منزلها مع والدتها في سنجار”، وأكد أن “عدوه الوحيد كان الزمن”، لكن في النهاية استطاع فريقه إعادة فوزية إلى والدتها وعائلتها.
داعش وجحيم الأسر الإيزيدي
عندما كان تنظيم داعش في ذروة قوته، كان يسيطر على مساحة تُقدر بـ 88 ألف كيلومتر مربع، تمتد من شرق العراق إلى غرب سوريا، وفرض التنظيم حكمه القاسي على ما يقرب من ثمانية ملايين شخص. في أغسطس 2014، اجتاح التنظيم منطقة سنجار، وفصل الرجال والفتيان عن النساء والفتيات، ثم أقدم على قتل الرجال واختطاف النساء كـ”غنائم حرب”. العديد من النساء والفتيات اللاتي تمكنّ من الفرار تحدثن عن الفظائع التي تعرضن لها، بما في ذلك بيعهن وتسليمهن كـ”هدايا” للعبودية الجنسية لأعضاء التنظيم.
جهود الإنقاذ المستمرة
تواصل السلطات العراقية والأمم المتحدة جهود البحث عن المفقودين من أفراد الطائفة الإيزيدية. تقول الأمم المتحدة إن داعش ارتكب إبادة جماعية ضد الإيزيديين إلى جانب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 3500 من أفراد الطائفة الإيزيدية تم تحريرهم، بينما لا يزال 2600 آخرين في عداد المفقودين.