قضية توم فيليبس، الأب النيوزيلندي الذي اختطف أطفاله في عام 2021 واختفى معهم في برية نيوزيلندا، تعود إلى الواجهة بعد ظهورهم في مقطع فيديو حديث. القصة أثارت اهتمامًا عالميًا وشكلت تحديًا للشرطة النيوزيلندية بعد ان اصبحت حديث وسائل الإعلام المحلية والعالمية.
البداية: اختفاء فيليبس وأطفاله وسط نزاع قضائي
بدأت القصة المثيرة في عام 2021 عندما كان توم فيليبس يخوض معركة قضائية شرسة حول حضانة أطفاله الثلاثة، والتي انتهت بخسارته للقضية. في ديسمبر من نفس العام، قرر فيليبس أخذ أطفاله والاختفاء بهم في جبال منطقة ماروكوبا النائية في شمال نيوزيلندا، تاركًا خلفه مجتمعه الصغير على الساحل.
ورغم إطلاق الشرطة لعملية بحث مكثفة عنهم، لم يظهر أي أثر لفيليبس أو أطفاله لمدة ثلاث سنوات، باستثناء بعض الزيارات المتقطعة للقرى القريبة لشراء أو سرقة ما يحتاجونه من مؤن.
لقاء غير متوقع: الصيادون يوثقون ظهور العائلة لأول مرة
في أكتوبر من هذا العام، وخلال رحلة صيد خنازير، تفاجأ مجموعة من الشباب بمصادفتهم للعائلة المختفية. أحد الصيادين قام بتوثيق اللقاء عبر كاميرته، حيث يظهر فيليبس وأطفاله يتجولون في الغابة. في الفيديو، يحاول الشاب التواصل معهم دون أن يتلقى أي استجابة.
– “هيا، أسرعوا”، يقول الشاب، لكن العائلة لم تتفاعل مع نداءاته.
مكافأة مالية وجهود الشرطة المستمرة
في يونيو الماضي، عرضت الشرطة النيوزيلندية مكافأة قدرها 80,000 دولار نيوزيلندي لأي شخص يقدم معلومات تقود إلى القبض على فيليبس. ورغم انتهاء فترة العرض، لم تحصل السلطات على المعلومات المطلوبة، وتواصل الشرطة البحث عن أي دلائل قد تساعد في إعادة الأطفال إلى بر الأمان.
وتقول الشرطة إن فيليبس يواجه عدة تهم جنائية، من بينها السرقة وحيازة أسلحة بشكل غير قانوني. ويعتقد أن الأطفال لم يتواصلوا مع أي شخص خارج عائلتهم على مدار السنوات الثلاث الماضية، وأنهم يشاركون الآن والدهم في بعض الجرائم.
قال المفتش أندرو سوندرز من منطقة وايكاتو: “نحن بحاجة إلى معلومات موثوقة تمكننا من إعادة الأطفال إلى بيئة آمنة. نحن قلقون بشدة على سلامتهم ورفاههم”.
قضية تثير الجدل: هل سيتم العثور على العائلة؟
مع ظهور الفيديو الأخير، تجددت الآمال في العثور على العائلة وإعادتهم إلى الحياة الطبيعية. لكن التحديات الكبيرة التي تواجهها السلطات، إضافة إلى البيئة القاسية في البرية النيوزيلندية، تجعل من عملية البحث مهمة معقدة وغير مضمونة النتائج.
قصة فيليبس وأطفاله تسلط الضوء على قضايا الحضانة، وكيف يمكن للخلافات الأسرية أن تتطور إلى مآسٍ غير متوقعة، مع استمرار الجدل حول كيفية تعامل السلطات مع هذه القضايا الحساسة.