بعد خطاب الشرع.. تصعيد أمني في دمشق، معارك في الشيخ مقصود، وإيران تنفي صلتها بمجازر الساحل

تصاعد التوترات في مختلف مناطق سوريا. EPA-EFE/REX/Shutterstock

دال ميديا: تشهد سوريا موجة جديدة من التوترات الأمنية والعسكرية، مع تصاعد الاشتباكات في مناطق متفرقة من البلاد، أبرزها حي الشيخ مقصود في حلب والمناطق الساحلية التي شهدت مجازر دامية راح ضحيتها المئات من المدنيين خلال الأيام القليلة الماضية.

اشتباكات في حي الشيخ مقصود بين “قسد” وقوات النظام

اندلعت مواجهات عنيفة في حي الشيخ مقصود ذو الغالبية الكردية بمدينة حلب بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ووحدات تابعة لوزارة الدفاع السورية. وأفادت مصادر رسمية بأن قوات الجيش السوري تصدت لهجوم شنته “قسد” على جبهة الأشرفية، وألحقت خسائر بشرية بالمهاجمين.

في المقابل، ذكرت وسائل إعلام تابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن قوات تابعة للنظام شنت هجومًا على إحدى نقاط الحماية التابعة لقوى الأمن الداخلي وقوات حماية الحي في الشيخ مقصود، ما أدى إلى سقوط 12 قتيلًا وجريحًا في صفوف المهاجمين، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة من عناصر الأمن الداخلي ومدني واحد.

واستمرت الاشتباكات لعدة ساعات، فيما تم رصد إطلاق نار متقطع على الحي حتى ساعات الليل المتأخرة، ما أعاد التوتر إلى الواجهة في مدينة حلب التي تشهد هدوءًا نسبيًا منذ أشهر.

الرئيس الانتقالي يعلّق على مجازر الساحل ويتوعد بالمحاسبة

في ظل هذه التطورات، ألقى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع خطابًا متلفزًا أعلن فيه عن تشكيل لجنة خاصة لتقصي الحقائق حول أحداث الساحل السوري، إلى جانب لجنة أخرى لحفظ السلم الأهلي والتواصل مع سكان المناطق المتضررة وتقديم الدعم لهم.

وقال الشرع:
“نواجه اليوم خطرًا جديدًا يتمثل بمحاولات فلول النظام السابق وأطراف خارجية لإشعال فتنة طائفية تقود البلاد إلى التقسيم والحرب الأهلية.”

وشدد على أن من ارتكب جرائم بحق المدنيين أو استهدف مؤسسات الدولة، لن يفلت من العقاب، مضيفًا:
“لن نتسامح مع أي متورط، وعلى الجميع تسليم أنفسهم للقانون فورًا.”

المرصد السوري: أكثر من 970 مدنيًا قُتلوا خلال 72 ساعة

في سياق متصل، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ارتفاع حصيلة ضحايا العنف في الساحل السوري إلى 973 قتيلًا مدنيًا خلال 72 ساعة فقط، بينهم نساء وأطفال، نتيجة وقوع نحو 39 مجزرة.

وبحسب المرصد، توزع القتلى على النحو التالي:

  • 545 في محافظة اللاذقية
  • 262 في طرطوس
  • 156 في حماة
  • 10 في حمص

وتُعد هذه الأرقام من بين أعلى حصائل الضحايا في فترة زمنية قصيرة منذ سقوط النظام السابق، ما أثار موجة إدانات محلية ودولية.

هجوم مباغت في دمشق رغم تعهدات الحكومة

وبعد ساعات من خطاب الرئيس الشرع، شهد حي المزة في العاصمة دمشق هجومًا استهدف دورية للأمن العام باستخدام القنابل اليدوية، ما اعتُبر تصعيدًا مفاجئًا في قلب العاصمة. ووفق مصادر محلية، فقد بدأت قوات الأمن حملة ملاحقات ضد من وصفتهم بـ “فلول النظام السابق” المتورطين بالهجوم.

إيران تنفي الاتهامات بالتورط وتدعو إلى وقف المجازر

من جهتها، نفت إيران بشكل قاطع الاتهامات الموجهة إليها بالضلوع في مجازر الساحل السوري. ووصف إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، هذه الاتهامات بأنها “سخيفة ومرفوضة”، مضيفًا:
“لا يوجد أي مبرر للاعتداء على العلويين والمسيحيين والدروز وغيرهم من الأقليات. يجب وقف المجازر فورًا.”

الولايات المتحدة تدين المجازر وتدعو لحماية الأقليات

بدورها، أدانت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها ماركو روبيو المجازر التي طالت الأقليات في سوريا، واتهمت جماعات إسلامية متطرفة وجهاديين أجانب بتنفيذها.
وأكد روبيو أن بلاده تدعم الأقليات الدينية والعرقية في سوريا، بما فيها العلويون والدروز والمسيحيون والأكراد، مشددًا على ضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن هذه الجرائم.

سوريا أمام مشهد أكثر تعقيدًا

تعكس هذه التطورات المتسارعة هشاشة الوضع الأمني في سوريا، رغم التغييرات السياسية التي شهدتها البلاد مؤخرًا. وبين تصعيد ميداني في حلب، ومجازر متواصلة في الساحل، واستمرار الفوضى الأمنية في العاصمة، يبقى السؤال مفتوحًا حول قدرة الحكومة الانتقالية على احتواء الأزمة وضبط المشهد الأمني قبل تفاقمه بشكل أكبر.

المزيد من المواضيع