شهد ديربي ستوكهولم بين هاماربي ويورغوردن فوضى غير مسبوقة يوم الأحد الماضي، حيث تم تعليق المباراة بعد رمي الألعاب النارية والمواد المتفجرة (البانجرز) من جماهير جورجاردن، ما دفع الشرطة إلى سحب التصريح العام للمباراة. وتقرر استكمال المباراة يوم الإثنين الساعة 14.00 بدون جمهور، وهو القرار الذي أثار جدلاً واسعًا وانتقادات عديدة.
انسحاب التصريح العام وتأثيره على الأجواء
مع تبقي حوالي ربع ساعة على نهاية المباراة، اختار الحكم إيقاف اللعب بسبب الألعاب النارية التي ألقاها مشجعو يورغوردن. وبعد مشاورات طويلة، أُعلن أن المباراة ستستكمل بدون جمهور في اليوم التالي، ما أثار استياء العديد من المشجعين. وعلى الرغم من قرار الشرطة، رفض العديد من مشجعي هاماربي مغادرة المدرجات، واستغرق إخلاء الملعب ساعات.
علق وزير الرياضة السويدي، جاكوب فورسمد، على الحادثة قائلاً: “لا يمكننا أن نستمر على هذا النحو. عندما يتوجه الناس إلى مباريات كرة القدم لممارسة أعمال العنف وإلقاء المواد الخطرة، فإن هذا يشكل تهديدًا على حياة الآخرين”.
الحكومة تستعد لتشديد العقوبات: قوانين صارمة قادمة
في ضوء الأحداث الأخيرة، أعلن كل من وزير العدل غونار سترومر ووزير الرياضة جاكوب فورسمد عن إمكانية إجراء تغييرات قانونية تهدف إلى تشديد العقوبات على الجرائم المرتبطة بأعمال الشغب في الفعاليات الرياضية، مثل إلقاء الألعاب النارية والمواد المتفجرة. ويشمل ذلك زيادة العقوبات على الأشخاص الذين يتورطون في التخريب واستخدام الألعاب النارية، وتعزيز إجراءات المراقبة باستخدام كاميرات المراقبة ومنع الدخول إلى المباريات.
قال غونار سترومر، وزير العدل: “يجب أن تكون الملاعب الرياضية مكانًا آمنًا للجميع. نحن في الحكومة نعمل على تحسين التشريعات المتعلقة بالكاميرات الأمنية، وحظر دخول الأشخاص الذين يرتكبون أعمال الشغب إلى المباريات، وتشديد العقوبات ضد من يستخدم الألعاب النارية والبانجرز”.
تعزيز دور الأندية في منع المشاغبين
اقترح جاكوب فورسمد إمكانية تعزيز دور الأندية في التعامل مع المشاغبين، مشيرًا إلى أن الأندية لديها بالفعل سلطة منع المشجعين من دخول الملاعب لفترات أطول مما يمكن أن تفعله السلطات القضائية. وأضاف: “يمكننا العمل على تفعيل نظم استبعاد أكثر فعالية، بما يتيح للأندية اتخاذ إجراءات حازمة ضد المشاغبين”.
وأشار فورسمد إلى أن الحل لا يقتصر على الإجراءات القانونية فحسب، بل يتطلب أيضًا تغييرًا ثقافيًا في الطريقة التي يتعامل بها المشجعون مع الرياضة.
الحاجة إلى تغيير ثقافي في التشجيع
أكد جاكوب فورسمد على أهمية إحداث “تغيير ثقافي” بين المشجعين لضمان أجواء رياضية أكثر أمانًا، مشيرًا إلى أن بعض اللاعبين والمشجعين كانوا قد دافعوا عن استخدام الألعاب النارية باعتبارها جزءًا من متعة المباريات. وقال: “لا يمكن أن نقبل هذا النوع من التفكير، يجب أن نتخذ موقفًا أكثر جدية تجاه هذه السلوكيات”.
ما هو التالي؟
بينما ينتظر عشاق كرة القدم في السويد نتائج هذه التحقيقات وتوصيات الحكومة، يبقى السؤال: هل ستتمكن الحكومة من فرض تشريعات أكثر صرامة للحد من أعمال الشغب في الملاعب الرياضية؟ وهل ستنجح في تحقيق التوازن بين حماية أجواء التشجيع في المباريات وضمان سلامة جميع الحاضرين؟
تبقى هذه الأسئلة مفتوحة أمام المشجعين والمهتمين بالشأن الرياضي في السويد، حيث تظل هذه القضية موضوعًا ساخنًا على الساحة السياسية والرياضية، مع التركيز على الحفاظ على أمان وسلامة الأحداث الرياضية دون المساس بروح المنافسة والتشجيع.
المصدر: tv4