ستوكهولم: في أواخر التسعينيات، أصبحت مدينة بورلينغه في السويد مسرحًا لواحدة من أكثر فترات الجريمة توترًا في البلاد، حيث انتشرت أخبار عصابة العائلة في عناوين الصحف كعصابة مراهقين خاضوا “حربًا ضد الشرطة”.
الآن، بعد 30 عامًا، عاد ثلاثة من الأعضاء السابقين في العصابة – إيدي أندرسون، ماتياش يوهانسون وليفي سولرمان – إلى مدينتهم ليروي كل منهم قصته، متأملين في قراراتهم السابقة ومسار حياتهم.
البداية: من تجمع شبابي إلى عصابة خطرة
بدأت القصة في أواخر التسعينيات عندما كان الشباب الثلاثة مجرد مجموعة من المراهقين الذين يجتمعون في حديقة التزلج للتسلية وسرقة الممتلكات البسيطة. يقول إيدي أندرسون:
“في البداية كنا مجرد أطفال نحب التزلج ونسرق أشياء بسيطة، لكن الأمور بدأت تتطور تدريجيًا.”
تشاركت المجموعة خلفيات اجتماعية متشابهة، مثل غياب الأب أو وجود حالات إدمان في الأسرة، ما جعلهم يشكلون رابطة قوية. يقول ليفي سولرمان:
“الكثير منا كان يفتقد الاستقرار في المنزل، وكأننا كنا نبحث عن الانتماء.”
تصعيد خطير: سرقة الأسلحة العسكرية
نقطة التحول الكبرى حدثت في عام 1998، عندما ارتكب أفراد العصابة عملية سطو على مدرسة نورسلودسكولان في فالو. أثناء الاقتحام، عثروا بالصدفة على باب يحمل شعار القوات المسلحة السويدية، وبعد كسر القفل، اكتشفوا مخزنًا للأسلحة العسكرية.
يقول ماتياش يوهانسون:
“عندما فتحنا القبو، اكتشفنا صناديق مليئة بالأسلحة، شعرنا وكأننا أصبنا الجائزة الكبرى.”
منذ تلك اللحظة، تحول أفراد العصابة إلى مجرمين مسلحين بشكل خطير، وأصبح لديهم ما وصفوه بـ”رأس مال العنف” الذي مكنهم من السيطرة على تجارة المخدرات في المنطقة.
النهاية المأساوية والانقسامات
رغم القوة التي اكتسبتها العصابة، إلا أن العواقب كانت وخيمة. العديد من الأعضاء انتهى بهم المطاف في السجن، بينما فقد البعض الآخر حياتهم بسبب الإدمان أو العنف.
تحدث إيدي أندرسون عن تأثير هذه الخسائر قائلاً:
“عندما انتحر صديقنا، أدركنا أن الأمور خرجت عن السيطرة. لم يعد هناك شيء بريء أو ممتع، أصبح كل شيء موتًا ومأساة.”
طريق الخروج من الإجرام
تمكن الثلاثي في النهاية من الابتعاد عن عالم الإجرام والإدمان، كل بطريقته الخاصة.
- ماتياش يوهانسون، المعروف سابقًا باسم Purjo، يعمل حاليًا كمنتج إبداعي في شركة إنتاج ومسؤول وحدة في مركز إعادة تأهيل.
- إيدي أندرسون يعمل حاليًا في قطاع البناء ويهتم بأنشطة الصيد والرياضة.
- ليفي سولرمان، الذي كان يُدعى سابقًا Lennie، يدرس حاليًا في جامعة لوند ليصبح أخصائيًا اجتماعيًا.
دروس مستفادة: مواجهة الماضي وتحمل المسؤولية
رغم مرور العقود، لم يتنصل الأعضاء السابقون من مسؤولياتهم. يقول ماتياش:
“نعم، ارتكبت أفعالًا فظيعة ولا أتهرب من ذلك. لكنني قضيت آخر 25 عامًا في محاولة مساعدة الآخرين لتجنب هذا المسار.”
أما ليفي، فأوضح أن رغبته في دراسة العمل الاجتماعي جاءت من تجربته الخاصة:
“أردت أن أصبح الشخص الذي افتقدته في حياتي عندما كنت مراهقًا. لو كنت قد التقيت بنفسي اليوم، ربما كنت سأختار طريقًا مختلفًا.”
قصة تذكير بأهمية الدعم المجتمعي
قصة عصابة العائلة في بورلينغه تظل مثالًا قويًا على كيف يمكن للبيئة الأسرية الصعبة وغياب الدعم أن يقود الشباب إلى طرق مدمرة، لكنها تبرز أيضًا الأمل في التعافي والقدرة على تغيير المسار، حتى بعد سنوات من القرارات الخاطئة.
المصدر: tv4