بين التجميل والواقع: مقترح جديد لوضع حد للإعلانات المزيفة في السويد يهدف الى حماية الشباب من معايير الجمال المزيفة
تقدم حزب الليبراليين في السويد بمقترح جديد يلزم بوسم الإعلانات التي تحتوي على صور معدلة رقمياً، بهدف جعل المستهلكين يدركون ما إذا كانت الصور قد تم تحسينها أو تجميلها. حيث يسعى الحزب لدفع هذا المقترح في إطار تعاونهم الحكومي، بهدف حماية الشباب، وخاصة الفتيات، من تأثير معايير الجمال غير الواقعية التي تروجها وسائل الإعلام والإعلانات.
ضغوط نفسية وتأثيرات سلبية: 83% من الفتيات يعانين من معايير الجمال الحالية
بحسب تقرير جديد من منظمة “Tjejzonen”، أكبر منظمة دعم للفتيات في السويد، فإن معايير الجمال الحالية تترك آثاراً سلبية كبيرة على رفاهية الفتيات. وأظهر التقرير أن 83% من الفتيات الشابات يعانين من اضطرابات تتعلق بقبول أجسادهن، مما يؤثر على حياتهن اليومية، بينما تشعر 92% منهن بضغوط نفسية نتيجة لهذه المعايير.
وخلال مؤتمر صحفي، قدمت وزيرة المساواة، بولينا براندبرغ (من حزب الليبراليين)، المقترح الجديد الذي يهدف إلى وسم كل إعلان يتضمن صورًا معدلة. وإذا نجح الليبراليون في إقرار هذا المقترح، فسيتوجب على الشركات الإفصاح بوضوح عن أي تعديل في صور العارضين أو العارضات في إعلاناتهم.
تجارب دولية وعقوبات مالية
توجد بالفعل قوانين مشابهة في كل من فرنسا والنرويج، حيث يُلزم المروجون بالإشارة إلى أي تعديل في الصور المعروضة. وفي النرويج، يؤدي عدم الامتثال لهذه القوانين إلى فرض غرامات. ويقترح الليبراليون تطبيق عقوبات مشابهة في السويد. توضح براندبرغ قائلة: “إذا لم يلتزم شخص أو شركة بهذا الأمر، فيجب أن تُفرض عليهم غرامات عند نشر صور معدلة دون الإفصاح عن ذلك”.
ترحيب بتعديل القانون ولكن التحديات مستمرة
يرحب المؤثر الاجتماعي دانييل باريس بالمقترح الجديد من الليبراليين، إلا أنه يشير إلى أن المشكلة أعمق بكثير ولا يمكن حلها عبر تشريع واحد فقط. يقول باريس: “هذه مشكلة هيكلية. استخدام الفوتوشوب وتقنيات التجميل الرقمي موجودة منذ عام 1988، ولن يتمكن أي قانون من حل هذه المشكلة في ليلة وضحاها”.
يضيف باريس أن مراقبة الامتثال لمثل هذه القوانين ستكون صعبة في ظل سرعة تحديث المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي. ويشير إلى أن “هناك علاقة واضحة بين الإعلانات والصحة النفسية، واضطرابات الأكل، وتشوه الصورة الذاتية. ولهذا فإن لهذه الخطوة قيمة رمزية قوية، لأن الأمر يتعلق بصحة الناس. لكن يبقى التحدي في كيفية تطبيق هذا التشريع”.
الخطوة التالية: نحو وسم إجباري للصور المعدلة في السويد
إذا نجح حزب الليبراليين في تمرير هذا القانون، فقد يشكل خطوة جديدة نحو مجتمع أكثر شفافية في التعامل مع الصور الإعلامية، ويعزز من الوعي العام حول التأثيرات السلبية للصور المعدلة على الصحة النفسية للشباب. ومع استمرار النقاش حول كيفية تنفيذ هذا القانون وضمان الالتزام به، يبقى الهدف الأسمى هو خلق بيئة رقمية أكثر صحة وواقعية للشباب في السويد.
المصدر: tv4