تأثير السياسات الصارمة: انخفاض حاد في أعداد طالبي اللجوء بالسويد رغم الأزمات العالمية

Foto: Marcus Ericsson/TT
Foto: Marcus Ericsson/TT

في ظل الأزمات الإنسانية المتفاقمة حول العالم، بما في ذلك وجود 1.2 مليون لاجئ في لبنان وحده، تشير مصلحة الهجرة السويدية إلى أن عدد طالبي اللجوء في السويد سيشهد انخفاضًا ملحوظًا في السنوات المقبلة. وفقًا لأحدث التوقعات، سينخفض العدد إلى حوالي 10,000 شخص فقط في عام 2024، وهي أقل نسبة تُسجل منذ عام 1997. وهذا الانخفاض يمثل استمرارًا للاتجاه النزولي الذي شهدته السويد خلال الأعوام القليلة الماضية.

التوقعات المستقبلية وأسباب الانخفاض

ماريا ميندهامار، المديرة العامة لمصلحة الهجرة السويدية، أكدت في مقابلة مع برنامج (ثلاثين دقيقة) على شاشة التلفزيون السويدي SVT أن هناك توجهًا مستمرًا لانخفاض أعداد طالبي اللجوء، حيث يتوقع أن يبلغ العدد في عام 2024 9,500 شخص فقط. ومن المتوقع أن تتناقص هذه الأرقام بشكل أكبر في السنوات المقبلة بسبب تأثير اتفاقية الاتحاد الأوروبي حول الهجرة واللجوء التي تهدف إلى توزيع اللاجئين بطريقة أكثر عدالة بين الدول الأعضاء.

على الرغم من استمرار النزاعات والصراعات في العالم، بما في ذلك لبنان وسوريا وأفغانستان، فإن السويد لم تشهد تدفقًا كبيرًا للاجئين، وذلك لأسباب جغرافية حيث أنها لا تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وبالتالي لا تستقبل أولئك الذين يعبرون الحدود الأوروبية في البداية. كما أن السياسات المشددة للهجرة التي تنتهجها السويد حاليًا لها دور كبير في هذا الانخفاض.

دور السياسات المشددة

القيود التي تفرضها السويد على سياسة الهجرة تساهم في تقليل عدد الأشخاص الذين يتطلعون إلى تقديم طلبات اللجوء فيها. أشارت ميندهامار إلى أن سياسات الهجرة الوطنية تُؤثر بشكل مباشر على قرارات الأفراد حول اختيار الدولة التي يسعون فيها إلى طلب الحماية. مع السياسات الأكثر صرامة التي أقرتها الحكومة الحالية، يتجه اللاجئون إلى البحث عن دول أخرى.

المستقبل في ظل السياسات الأوروبية الجديدة

اتفاقية الاتحاد الأوروبي للهجرة واللجوء تسعى لتوزيع الأعباء بين الدول الأوروبية وتقليل التركيز على دول مثل السويد. من المتوقع أن تساهم هذه الاتفاقية في خفض الأعداد بشكل أكبر، حيث ستلعب الدول القريبة من حدود الاتحاد دورًا رئيسيًا في استقبال طالبي اللجوء.

العوامل الأخرى المؤثرة

  • الوضع الجغرافي للسويد: كونها لا تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي يجعلها أقل عرضة لتدفق مباشر لطالبي اللجوء.
  • الاتفاقيات الدولية: التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي يساهم في توجيه اللاجئين إلى دول أخرى.
  • السياسات الداخلية: التشريعات الجديدة واللوائح الصارمة للهجرة تجعل السويد وجهة أقل جاذبية مقارنة بدول أوروبية أخرى.

بينما تعاني مناطق مثل لبنان من ضغط هائل نتيجة أزمة اللاجئين، يتوقع أن تستمر السويد في تقليص عدد طالبي اللجوء خلال السنوات القادمة، وذلك نتيجة للسياسات الوطنية المتشددة واتفاقيات الاتحاد الأوروبي الجديدة التي تسعى لتوزيع الأعباء بشكل أكثر توازنًا بين الدول الأعضاء.

المصدر: svt

المزيد من المواضيع