قررت المحكمة العليا في ولاية تكساس تأجيل إعدام روبرت روبرتسون، رجل يبلغ من العمر 57 عامًا مصاب بالتوحد، أدين في عام 2002 بتهمة قتل ابنته البالغة من العمر عامين بعد أن زُعم أنه هزّها بعنف. القرار جاء في اللحظات الأخيرة قبل تنفيذ الحكم، بعد أن أثارت القضية جدلاً واسعًا حول نزاهة الإجراءات القانونية وتقديم أدلة جديدة تثبت براءته، بحسب وسائل إعلام أمريكية.
التشكيك في الحكم: الأدلة الجديدة قد تغير مسار القضية
كان من المقرر أن يتم تنفيذ حكم الإعدام ضد روبرتسون في ليلة الجمعة بالتوقيت السويدي، إلا أن اللجنة التشريعية في مجلس شيوخ ولاية تكساس أثارت تساؤلات حول عدالة الحكم، مما دفع المحكمة العليا بالولاية إلى تأجيل التنفيذ. يأتي هذا القرار بعد أن رفضت محكمة الاستئناف في تكساس طلب تأجيل التنفيذ في وقت سابق من نفس اليوم.
تشير الأدلة الجديدة التي قدمها فريق الدفاع إلى أن الطفلة التي كانت تعاني من أمراض مزمنة قد توفيت بسبب التهاب رئوي أدى إلى تسمم الدم، وليس نتيجة إساءة معاملة كما أشارت التهم الأصلية. ويقول محامو روبرتسون إن الأطباء الذين فحصوا الطفلة في ذلك الوقت افترضوا وجود عنف أسري دون النظر في تاريخها الطبي. وأدى سلوك روبرتسون، الذي بدا غير متأثر عند دخوله المستشفى مع ابنته، إلى الشكوك حوله، ولكن الدفاع يشير إلى أن سلوكه كان ناتجًا عن حالته كونه مصابًا بالتوحد، وهو ما لم يُكتشف إلا في عام 2018، بعد سنوات من صدور الحكم.
دعم واسع لبراءة المتهم ورفض تنفيذ الإعدام
تحولت قضية روبرتسون إلى محور اهتمام واسع، حيث أبدى العديد من الشخصيات والمنظمات دعمهم لجهوده القانونية. وقد أيد أكثر من 30 خبيرًا طبيًا وعلميًا التقارير التي قدمها فريق الدفاع، إلى جانب 80 مشرّعًا من ولاية تكساس وعدد من الجمعيات المدافعة عن حقوق الأشخاص المصابين بالتوحد. كما انضم الكاتب الشهير جون غريشام إلى جبهة المعارضين لتنفيذ الحكم.
وفي بيان قوي، وصفت القاضية سونيا سوتومايور من المحكمة العليا الأمريكية الوضع بأنه “يتطلب تدخلاً عاجلاً”، مشيرة إلى أن “قليل من القضايا تستدعي تحركًا سريعًا كالتي تظهر فيها دلائل على براءة المتهم”. كما أكدت على أن حاكم ولاية تكساس يمتلك السلطة النهائية لوقف تنفيذ حكم الإعدام.
مناشدات لعفو الحاكم وتأجيل محدود من التنفيذ
في مواجهة الضغط المتزايد، أصدر حاكم ولاية تكساس، غريغ أبوت، تأجيلًا مؤقتًا لمدة 30 يومًا لتنفيذ الحكم، بهدف السماح بإجراءات الطعون القضائية. غير أن هذا التأجيل المؤقت لا يحل بشكل نهائي قضية روبرتسون، حيث يبقى مصيره معلقًا بقرار الحاكم أو تطورات القضية في المحاكم.
وقالت أخت زوجة روبرتسون في تصريح لقناة CNN: “هذه المظلمة تلطخ سمعة أبوت ومقاطعة أندرسون. هذا ليس إعدامًا قانونيًا، بل جريمة قتل”.
إحصاءات حول تنفيذ الإعدام في تكساس: قضية نادرة ومثيرة للجدل
منذ عام 1973، أُعدم 18 شخصًا في ولاية تكساس، ويعد روبرت روبرتسون واحدًا من ثلاثة أشخاص ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام في الولاية حاليًا. ورغم أن تكساس معروفة بتطبيقها الصارم لعقوبة الإعدام، إلا أنه لم يتم تنفيذ أي حكم إعدام في الولايات المتحدة ضد شخص مدان بـ”هزّ طفل حتى الموت”، مما يجعل قضية روبرتسون فريدة ومثيرة للجدل على مستوى الدولة.
هل ستغير الأدلة الجديدة مصير روبرتسون؟
في ضوء الأدلة الطبية الجديدة والشهادات المؤيدة من الخبراء، يبقى السؤال حول ما إذا كانت المحاكم ستعيد النظر في قضية روبرتسون وتقرر إلغاء حكم الإعدام أو تخفيفه. ومع استمرار الجدل حول صحة الحكم الصادر، تظل قضية روبرتسون نقطة تركيز للنقاشات حول العدالة، ونزاهة المحاكم، والحقوق المدنية في الولايات المتحدة، خاصةً في ولاية تكساس التي تعد من بين أكثر الولايات تشددًا في تطبيق عقوبة الإعدام.