دال ميديا: أظهر تقرير سنوي صادر عن “المركز السويدي للتوعية حول الكحول والمخدرات” (CAN) انخفاضًا ملحوظًا في استهلاك الكحول في السويد خلال عام 2024، حيث تراجعت النسبة بمقدار 2.3 بالمئة مقارنة بالعام السابق، نقلا عن قناة tv4.
ووصفت شارلوتا رينمان، المديرة في CAN، هذا التراجع بأنه “انخفاض كبير مقارنة بالسنوات السابقة”، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تعكس توجهاً مستمراً بدأ منذ عدة سنوات، حيث يشهد المجتمع السويدي تراجعًا تدريجيًا وثابتًا في معدلات استهلاك الكحول.
وقالت رينمان:
“نحن نستهلك كميات أقل من الكحول عامًا بعد عام، وهذا الاتجاه مستمر منذ فترة طويلة.”
عدة عوامل وراء الانخفاض
وفقًا للتقرير، تعود أسباب هذا التراجع إلى مجموعة من العوامل، من أبرزها تدهور الأوضاع الاقتصادية العامة، وانخفاض كميات الكحول المهربة إلى داخل البلاد، إضافة إلى تراجع عدد المستهلكين الذين يشترون الكحول عبر الإنترنت.
وأضافت رينمان:
“الوضع الاقتصادي السيء خلال العام الماضي أدى إلى تقليص عدد رحلات الشراء من الخارج، وبالتالي انخفض استهلاك الكحول المستورد.”
انخفاض مبيعات Systembolaget
كما سجلت مبيعات شركة Systembolaget – الموزع الحكومي للكحول في السويد – تراجعًا خلال العام الماضي، رغم أنها لا تزال أعلى من مستويات ما قبل جائحة كورونا. ويُذكر أن مؤسسة CAN تعتمد في تقاريرها السنوية على قياسات منتظمة تُجرى منذ عام 2000، تُعرف باسم “قياسات المراقبة”.
تباينات بين الفئات العمرية
يشير التقرير أيضًا إلى أن العمر والجنس يلعبان دورًا في أنماط الاستهلاك، إذ أظهرت البيانات أن فئة الشباب، ولا سيما الذكور منهم، تشهد انخفاضًا كبيرًا في الاستهلاك، بينما تزداد نسب الشرب بين كبار السن والمتقاعدين.
وأوضحت رينمان أن نسبة طلاب الصف التاسع الذين يستهلكون الكحول تراجعت بشكل حاد، حيث قالت:
“في سبعينيات القرن الماضي، كان نحو 90 بالمئة من الشباب يستهلكون الكحول، أما اليوم فلا تتجاوز النسبة 35 بالمئة.”
وأضافت:
“لا أحد يعرف السبب الدقيق لهذا التراجع بين الشباب، لكن من المرجح أن هناك اهتمامات أخرى باتت تجذبهم أكثر من الكحول، كما أن شرب الكحول لم يعد يمثل نفس القيمة الاجتماعية التي كان يحملها في السابق.”
النبيذ في صدارة المشهد منذ عقدين
وبخصوص أنواع المشروبات الكحولية، كشف التقرير عن تحول كبير في ميول السويديين خلال العقدين الأخيرين. ففي التسعينيات، كانت المشروبات الروحية (السprit) هي السائدة، ثم ارتفعت شعبية الجعة (البيرة)، لكن منذ عام 2005 تصدّر النبيذ قائمة المشروبات الكحولية الأكثر استهلاكًا في السويد، ليصبح الخيار المفضل لدى غالبية المستهلكين.