تتوجه الأنظار هذا الأسبوع إلى محكمة سويدية حيث تواجه امرأة تبلغ من العمر 60 عامًا تهمتي التحريض على الكراهية ضد مجموعة عرقية والتشهير الجسيم، بعد تعليق عنصري نشرته على منصة X (تويتر سابقًا) ضد الفتى مرهف حميد، البالغ من العمر 12 عامًا. القضية أثارت جدلاً واسعًا في السويد، خاصة أن مرهف حميد نال شهرة على مستوى البلاد بسبب بيعه المذهل لزهور مايو وجمعه لمبالغ ضخمة لدعم القضايا الاجتماعية.
قصة مرهف: طفل حقق نجاحًا مبهرًا
في ربيع 2023، أصبح الفتى مرهف حميد شخصية معروفة في السويد بعد أن نجح في بيع زهور مايو (زهور الربيع) بأكثر من 5 ملايين كرونة سويدية، وهو رقم قياسي في تاريخ هذه المبادرة التي تهدف إلى جمع الأموال لدعم الأطفال المحتاجين والمشاريع الخيرية. تصدرت صورته وسائل الإعلام السويدية باعتباره مثالاً للنجاح والاجتهاد، واعتُبر رمزًا للإيجابية والإصرار.
التعليق العنصري: “لماذا هذا الطفل المهاجر؟”
في أبريل 2023، نشرت المرأة المتهمة تعليقًا عنصريًا جارحًا على صورة مورهاف على X، قائلة: “ولماذا هذا الطفل المهاجر؟ يجب أن يكون الطفل في الصورة سويديًا وأبيض”. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استخدمت المرأة كلمات مثل “بلاتيونغه” (مصطلح عنصري ضد الأشخاص ذوي الأصول غير السويدية) و**”هكلكيرينغ”** (مصطلح مهين للنساء المسلمات المحجبات). وفقًا للنيابة العامة، يعتبر هذا التعليق تحريضًا على الكراهية ضد مجموعة عرقية، حيث تستهدف كلماتها المهينة فئة من الأشخاص بناءً على خلفيتهم العرقية والدينية.
تهمة التشهير الجسيم: انتهاك لحقوق الطفل
لم يقتصر الأمر على الكلمات العنصرية، بل تضمنت التعليقات صورة واسم وعمر مرهف، وهو ما دفع النيابة لتوجيه تهمة التشهير الجسيم ضد المرأة. إذ ترى النيابة أن نشر هذه المعلومات إلى جانب التعليقات المسيئة يشكل انتهاكًا خطيرًا لخصوصية الطفل وحقوقه.
موقف المتهمة: نفي وتبرير بالقرصنة
رغم الأدلة القوية ضد المرأة، بما في ذلك مصادرة هاتفها حيث تم العثور على تطبيق X مسجلًا بـ 29 حسابًا مختلفًا، بما في ذلك الحساب الذي نشر التعليق المسيء، فإنها تنكر بشدة التهم الموجهة إليها. المرأة تدعي أنها تعرضت للقرصنة، وأنها ليست الشخص الذي كتب التعليق.
أدلة جديدة تربطها بالتعليق
خلال التحقيقات، كشفت الشرطة عن محادثات خاصة أجرتها المرأة عبر الإنترنت مع شخصيات أخرى، تضمنت كلمات مشابهة لتلك التي استخدمتها في تعليقها المسيء. في إحدى المحادثات مع أحد الشخصيات المعروفة على الإنترنت، تم توجيه سؤال للمرأة حول الجدل الدائر حول منشوراتها، فأجابت بنعم. كما تضمن مكالمة هاتفية مع نفس الشخصية، حيث أعادت المرأة استخدام العبارات المسيئة ذاتها أثناء حديثها.
أثناء المكالمة قالت المرأة: “كل ما تراه على التلفاز أو في إعلانات إيكيا هو لأناس من خلفيات أجنبية. الأمر يثير الغضب، وكأننا نتعلم من هؤلاء كيف نعيش”. رد عليها الشخص: “هذا يبدو كما لو أنك من كتب هذا التعليق على X”، لكن المرأة واصلت إنكارها بأنها الفاعل.
تأثير التعليق على مرهف وعائلته
ردًا على ما حدث، تحدثت والدة مرهف حميد إلى الشرطة قائلة إن ابنها رأى التعليقات التي نُشرت عنه، بما في ذلك تعليق المرأة، وكان لذلك تأثير عميق على حالته النفسية. تضيف والدته أن مورهاف شعر بالإحباط والحزن الشديدين لدرجة أنه لم يكن يرغب في الذهاب إلى المدرسة بعد رؤية هذه التعليقات. وقالت: “لقد كان يومًا صعبًا جدًا له. لم يفهم لماذا يُهاجمه البعض فقط لأنه نجح في شيء يفخر به”.
موقف القانون
النيابة العامة تستند إلى أن التعليقات العنصرية والتشهير الجسيم بحق طفل مثل مرهف تتعارض بشكل واضح مع القوانين السويدية التي تحمي الأفراد من التحريض على الكراهية والتشهير، خاصة عندما يكون الضحية طفلًا. وفقًا للقانون السويدي، يعاقب على التحريض على الكراهية بالسجن لعدة سنوات، خصوصًا إذا كان هناك عنصر عنصري يستهدف فئة معينة من المجتمع.
المصدر: tv4