تصاعد خطاب الكراهية ضد النساء في أمريكا بعد فوز ترامب: تهديدات بالعنف وتقييد الحريات

عودة ترامب الى البيت الأبيض. Photographer: Andrew Harrer/Bloomberg

الولايات المتحدة: يواجه المجتمع الأمريكي تصاعدًا حادًا في موجة من الكراهية الموجهة ضد النساء عقب فوز الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مما أشعل موجة من العبارات المسيئة والتهديدات بالعنف ضدهن، وفق تقرير حديث صادر عن معهد الحوار الاستراتيجي (ISD). إذ شهدت منصات التواصل الاجتماعي مثل X، وتيك توك، وفيسبوك، وروديت زيادة كبيرة في الانتقادات والهجمات اللفظية ضد النساء، واستخدام تعبيرات كراهية غير مسبوقة.

جاء في التقرير أن استخدام عبارة “جسدك، خياري”، كإهانة للنساء، شهد زيادة بنحو 4600% خلال 24 ساعة فقط بعد إعلان النتائج. ويعزى انتشار هذه العبارة إلى شخصيات يمينية متطرفة، مثل نيك فونتيس، الذي تجاوز منشوره الذي تضمن العبارة المسيئة 95 مليون مشاهدة.

وتشير التقارير إلى أن النساء، خصوصًا في الفضاء الرقمي، يتعرضن لتهديدات صريحة بالعنف، إذ صرحت إحدى مستخدمات تيك توك بأنها اضطرت لحذف مقطع فيديو بعد تعرضها لتهديدات متعددة، حيث علق بعض المتابعين بأنهم ينتظرون تعرضها للعنف الجنسي.

وأفاد معهد الحوار الاستراتيجي أيضًا بأن لغة الكراهية ضد رموز نسائية بارزة، مثل نائبة الرئيس كامالا هاريس والمحللة السياسية راشيل مادو، وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، إذ أظهرت الإحصائيات أن أكثر من 64 ألف تعليق مسيء تم تداوله عبر 42 ألف حساب مختلف.

وقد أخذت الحملة ضد النساء طابعًا واسعًا، بما في ذلك الدعوة لإلغاء حق النساء في التصويت، والتي زادت منشوراتها بنسبة 663% مقارنة بالأسبوع الذي سبق الانتخابات.

تأثيرات على أرض الواقع تجاوز خطاب الكراهية حدود الإنترنت ليصل إلى المدارس والجامعات، حيث أشار بعض الآباء إلى تعرض بناتهم لمضايقات وتهديدات في الفصول الدراسية. وكتب أحد الآباء عبر فيسبوك: “اليوم تعرضت ابنتي لتعليقات مسيئة من زملائها في المدرسة مثل ‘جسدك، خياري’.”

يأتي هذا التصعيد في وقت حساس في أمريكا، حيث تخشى النساء تراجع حقوقهن وسط دعم متزايد للحركات التي تسعى لتقييد حرياتهن. ويرى العديد من الخبراء أن هذه الظاهرة قد تتفاقم في ظل الأجواء السياسية المتوترة، ما يستدعي اتخاذ تدابير لحماية حقوق النساء وتعزيز أمنهن في المجتمع.

 

المزيد من المواضيع