ستوكهولم: بعد عقود من الجهود العالمية لنزع السلاح النووي، يشهد العالم تحولًا دراماتيكيًا نحو إعادة التسلح، حيث تزايدت التوترات بين القوى الكبرى بشكل يهدد استقرار النظام الدولي. تصاعدت التحذيرات من خبراء الأمن حول عودة سباق التسلح النووي، خاصة مع تغييرات في استراتيجيات روسيا، توسع الترسانة الصينية، وتداعيات ذلك على الاستقرار العالمي.
روسيا: تغيير قواعد اللعبة النووية
منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، أصبح الملف النووي في قلب التوترات الجيوسياسية. أوقفت روسيا مشاركتها في معاهدة “نيو ستارت” التي كانت آخر اتفاقية للحد من التسلح النووي مع الولايات المتحدة، ونشرت تقارير عن نقل أسلحة نووية إلى بيلاروسيا.
قال كارل سورنسون، الباحث في المعهد السويدي للدفاع الشامل (FOI):
“روسيا غيرت استراتيجيتها النووية بشكل جذري، مع تحركات لزيادة التدريبات النووية والتهديد المتكرر باستخدام الأسلحة النووية.”
هذه التحركات تعكس تحولًا من الردع التقليدي إلى استراتيجيات أكثر هجومية، مما يزيد من مخاوف الدول المجاورة والغرب.
الصين: صعود قوة نووية جديدة
بينما كانت الصين تاريخيًا تمتلك ترسانة نووية أصغر مقارنة بروسيا والولايات المتحدة، فإنها تسعى الآن لتعزيز قوتها النووية. تمتلك الصين حاليًا حوالي 500 رأس نووي، ومن المتوقع أن تصل إلى 1,500 رأس خلال العقد المقبل.
أوضح سورنسون أن هذا التوسع يثير تحديات جديدة، قائلًا:
“إذا وصلت الصين إلى مستوى مشابه للولايات المتحدة، فسيكون على واشنطن مراجعة استراتيجياتها النووية للتعامل مع قوتين نوويتين كبيرتين، مما قد يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي العالمي.”
تأثيرات الدومينو: آسيا تحت الضغط
لا تتوقف التداعيات عند القوى الكبرى. التوسع النووي الصيني يدفع دولًا مثل الهند وباكستان إلى تعزيز ترساناتها النووية، مما يزيد من التوترات في جنوب آسيا. ومع وجود كوريا الشمالية كلاعب نووي غير متوقع، يصبح المشهد في آسيا أكثر تعقيدًا.
السويد: تعزيز الوعي والاستعداد
رغم بعد السويد عن هذه التوترات، إلا أن وكالة الطوارئ المدنية السويدية (MSB) تأخذ التطورات بجدية. أعلنت الوكالة عن إصدار نسخة محدثة من كتيب “إذا وقعت الأزمة أو الحرب” لتوزيعها على جميع الأسر السويدية، بهدف رفع الوعي وتعزيز استعداد الأفراد لأي طارئ.
قال سورنسون:
“لا داعي للذعر، ولكن من المهم التفكير في الوضع الحالي والاستعداد لسيناريوهات مختلفة.”
من نزع السلاح إلى سباق التسلح
العالم يشهد تحولًا من التركيز على نزع السلاح النووي إلى استراتيجيات الردع التي تعتمد على القوة والتوسع. هذه السياسة قد تؤدي إلى تصعيد التوترات بدلًا من تخفيفها، مما يضع العالم على مفترق طرق خطير.
في ظل تصاعد التوترات النووية، يبقى السؤال: هل سيتحرك العالم نحو تعاون دولي لاحتواء الأزمة، أم أن سباق التسلح سيأخذ البشرية إلى حقبة أكثر خطورة؟
المصدر: tv4