تستعد السويد لأكبر خفض في سعر الفائدة منذ أكثر من عشر سنوات، حيث يتوقع أن يعلن البنك المركزي السويدي (Riksbanken) عن تخفيض مزدوج بمقدار 0.50 نقطة مئوية يوم الخميس، ليصل إلى 2.75%. هذا التخفيض المرتقب يأتي بعد توافق خبراء الاقتصاد في البنوك الكبرى مثل سويدبانك، SEB، ونورديا، على هذا السيناريو.
انعكاسات اقتصادية وتوقعات مستقبلية
على الرغم من تراجع قيمة الكرونة السويدية مقابل الدولار، يرى توربيورن إسحقسون، الخبير الاقتصادي في نورديا، أن ذلك لن يؤثر على قرار خفض الفائدة، إذ يعتبر أن التضخم المنخفض يقلل من تأثير ضعف العملة. وبحسب توقعات السوق، فإن هناك احتمالية بنسبة 100% أن يتبع هذا الخفض المزدوج خفض آخر في ديسمبر ليصل معدل الفائدة إلى 2.50%.
وكان البنك المركزي قد ألمح منذ سبتمبر إلى إمكانية اتخاذ هذا الإجراء في اجتماع نوفمبر، رغم تحذيرات رئيسه إريك تيدين من أخذ التخفيض المزدوج كأمر مؤكد.
تحديات التضخم والاقتصاد السويدي
جاء قرار البنك في ظل استمرار انخفاض معدل التضخم (KPIF) إلى 1.1% في سبتمبر، بعيداً عن الهدف المحدد بـ 2%، وذلك بعد بلوغ التضخم ذروته بأكثر من 10% قبل عامين. يُعزى هذا التراجع بشكل أساسي إلى انخفاض أسعار الطاقة، فيما يظل التضخم الأساسي مستقرًا عند 2.0%.
ومع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي في الربعين الثاني والثالث، تدخل السويد في مرحلة تُعرف بالركود التقني. ومع ذلك، لا تزال هذه الحالة أقل خطورة من الركود الفعلي الذي يؤثر بشكل كبير على الأنشطة الاقتصادية.
تأثير خفض الفائدة على القروض السكنية
من المتوقع أن يؤدي خفض سعر الفائدة إلى تراجع أسعار الفائدة على القروض السكنية المتغيرة، التي تُعتبر الأكثر شيوعًا في السويد. في حال انخفضت الفائدة بمقدار 1.50 نقطة مئوية، فإن أصحاب القروض بقيمة ثلاثة ملايين كرونة سيشهدون انخفاضاً في تكاليف الفائدة بحوالي 45,000 كرونة سنويًا، أو 3,750 كرونة شهريًا، دون احتساب تأثير خصومات الفائدة.
تطلعات صيف 2025
يتوقع المحللون أن تستمر سلسلة التخفيضات حتى منتصف عام 2025، حيث يمكن أن تصل الفائدة إلى 1.75%. سيكون هذا الانخفاض، الذي قد يصل إلى 1.50 نقطة مئوية خلال نصف عام تقريباً، فرصة لتخفيف العبء المالي على الأسر السويدية وتحفيز الاقتصاد بشكل عام.
المصدر: tv4