أعلنت هيئة الطوارئ وحماية المجتمع السويدية (MSB) عن إصدار كتيب محدث يهدف إلى توجيه السكان حول كيفية التصرف في حالات الأزمات أو الحروب. هذا الكتيب، الذي سيبدأ توزيعه على المنازل في جميع أنحاء السويد اعتبارًا من 18 نوفمبر، جاء نتيجة تقييم أمني يصف الوضع الحالي بأنه الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية.
كتيب محدث بعنوان “عند وقوع الأزمة أو الحرب”
الكتيب الجديد يحمل نفس عنوان النسخة السابقة الصادرة عام 2018، “Om krisen eller kriget kommer” (عند وقوع الأزمة أو الحرب)، ولكنه يأتي بإصدار محدث يحتوي على معلومات وإرشادات جديدة تتماشى مع التدهور الأمني في البلاد. وأوضحت كريستينا أندرسون، المسؤولة عن المشروع، أن هناك حاجة ماسة لهذا التحديث نظرًا للظروف الأمنية المتغيرة.
تقول أندرسون: “الأوضاع الأمنية في العالم تدهورت بشكل ملحوظ منذ إصدار الكتيب الأول في 2018. لدينا حروب في محيطنا القريب، ونتعرض بشكل مستمر لهجمات إلكترونية وحملات تأثير تهدف إلى إضعافنا وزرع الانقسام بيننا”.
تركيز أكبر على التحضير للحرب
على عكس كتيب 2018، يركز الإصدار الجديد بشكل أكبر على التحضير للحرب، مما يعكس المخاوف المتزايدة بشأن التهديدات الأمنية الحالية. تُشير أندرسون إلى أنه حتى في الكتيب السابق تم تناول موضوع الاستعداد للحرب لأول مرة منذ سنوات عديدة، خاصة بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم والذي أدى إلى قلق عالمي واسع النطاق.
وأضافت: “التقييم الحالي يشير إلى أن الوضع الأمني هو الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية، ولذلك فقد أولينا اهتمامًا أكبر لتعزيز قدرتنا على التأهب للحرب في النسخة الجديدة من الكتيب”.
موعد التوزيع وتوفر النسخة الرقمية
سيبدأ توزيع الكتيب على المنازل السويدية ابتداءً من 18 نوفمبر، على أن يستمر التوزيع خلال الأسبوع 47 والأسبوع التالي. ووفقًا لهيئة MSB، سيتم إرسال الكتيب إلى جميع الأسر السويدية، وهو متاح بالفعل بنسخة رقمية على موقع الهيئة الإلكتروني للراغبين في الاطلاع عليه قبل التوزيع.
تقول شارلوت بيتري جورنيتسكا، المديرة العامة لـ MSB: “من المهم قراءة الكتيب واتباع النصائح والاحتفاظ به، فهو مصدر مهم للدعم في حال حدوث أي طارئ”.
كتيب متعدد اللغات
لن يكون الكتيب متاحًا باللغة السويدية فقط، بل ستصدر منه نسخ بلغات متعددة لتلبية احتياجات جميع سكان السويد، بما في ذلك الإنجليزية، العربية، الفارسية، الأوكرانية، البولندية، الصومالية، الفنلندية، بالإضافة إلى لغات سامي وعدد من اللهجات الرومانية.
تحذيرات من وضع غير مستقر
تعليقًا على الكتيب الجديد، قالت أندرسون: “نحن نعيش في وقت مليء بالقلق وعدم اليقين. علينا تعزيز وعينا بالمخاطر وزيادة استعدادنا الجماعي. جميع من يعيشون في السويد جزء من هذا التحضير”.
إرشادات عملية لتعزيز الأمان والاستعداد
يحتوي الكتيب على إرشادات عملية يمكن أن تساعد الأفراد في تعزيز أمنهم الشخصي واستعدادهم لمواجهة الأزمات. تشرح أندرسون أن الكتيب يوفر نصائح حول كيفية بناء استعداد جيد في المنازل، بالإضافة إلى توجيهات محددة للتصرف عند وقوع حوادث خطيرة مثل إخلاء المناطق المتضررة أو تقديم الإسعافات الأولية.
وتختتم أندرسون حديثها بالقول: “نأمل أن يسهم الكتيب في تعزيز وعي الأفراد بأهمية العمل الجماعي في الأزمات. لا أحد بمفرده في هذه المهمة؛ نحن نواجه هذه التحديات معًا، جميع سكان السويد والمجتمع بأكمله”.
الإنتربول: “لن تكون وحدك في مواجهة الأزمة”
تشدد هيئة الطوارئ وحماية المجتمع السويدية على أهمية هذا الكتيب كأداة لزيادة استعداد المجتمع. “لن يكون أحد بمفرده، بل نحن معًا كأمة وسنكون قادرين على التصدي لأي طارئ”.