جكرخوين: الشاعر السويدي ذو الأصول الكردية وتأثيره الخالد على الأدب الكردي في ذكرى وفاته
في ذكرى وفاة الشاعر الكردي السويدي جكرخوين
يصادف اليوم، 22 أكتوبر، ذكرى وفاة الشاعر الكردي السويدي جكرخوين، الذي وُلِد في عام 1903 في قرية هاسار، الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي من تركيا. يُعتبر جكرخوين، الذي يُعرف أيضًا باسم الشيخ موسى حسن، أحد أبرز رموز الأدب الكردي، وقد لعب دورًا بارزًا في الحياة الثقافية والسياسية للشعب الكردي.
حياة جكرخوين:
عانت عائلته من صعوبات كبيرة خلال الحرب العالمية الأولى، مما دفعهم للهجرة إلى عامودا، قرب مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا. هناك، بدأ جكرخوين تعليمه، حيث تعلم القراءة والكتابة في سن الثامنة عشرة. في عام 1921، درس التعليم الديني وأصبح إمامًا، مما أثر على طريقة تفكيره وشعره.
النشاط السياسي والأدبي:
انتقل جكرخوين إلى القامشلي عام 1946، حيث أصبح ناشطًا سياسيًا، وشارك في تأسيس حركة “Civata Azadî û Yekîtiya Kurd” (حركة الحرية والوحدة الكردية)، التي كانت تهدف إلى تعزيز الوعي القومي الكردي. في عام 1948، انضم إلى الحزب الشيوعي السوري، وعُين مرشحًا للانتخابات البرلمانية عام 1954. ومع ذلك، سرعان ما انفصل عن الحزب الشيوعي ليؤسس حركة “آزادي” (الحرية) الخاصة به.
كان جكرخوين مثابرًا في نشر الأدب الكردي، لكن السلطات السورية قيدت حريته في الكتابة، مما دفعه للتعبير عن قلقه بقوله: “إن الموت جائعًا في الحرية أفضل من الموت شبعانًا ومقيدًا”. وفي عام 1963، تم اعتقاله في دمشق، حيث واجه القمع قبل أن يُنقل إلى مدينة سويداء.
المنفى والإنجازات الأدبية:
في عام 1969، انتقل جكرخوين إلى كردستان العراق، حيث شارك في الثورة الكردية بقيادة مصطفى بارزاني. بعد فترة قصيرة، انتقل إلى لبنان، حيث نشر مجموعته الشعرية الشهيرة “Kîme Ez“ (من أنا؟) في عام 1973. في عام 1976، هرب جكرخوين من القمع إلى السويد، حيث واصل الكتابة والنشر.
إرثه:
توفي جكرخوين في ستوكهولم في 22 أكتوبر 1984 عن عمر يناهز 80 أو 81 عامًا. دفن في القامشلي، حيث يستمر تأثيره الأدبي في إلهام الأجيال الجديدة من الكتاب والشعراء الأكراد. من بين أحفاده، تُعرف سليفا جكرخوين، التي تعمل كمستشارة في حكومة إقليم كردستان.
جكرخوين لم يكن مجرد شاعر، بل كان رمزًا للأمل والنضال من أجل الهوية الكردية. تستمر قصائده في العيش في قلوب محبي الأدب، حيث تعكس مشاعر الشعب الكردي ومعاناته وآماله في مستقبل أفضل.
رحم الله جكرخوين، ونتذكره بفخر وإجلال في ذكرى وفاته.