دال ميديا: أثارت تصريحات صادرة عن منظمة نساء حزب المحافظين (Moderatkvinnorna) خلال أيام المحافظين في مدينة كارلستاد، نقاشًا واسعًا في السويد، بعد أن طالبت المنظمة بمنح جميع النساء حق اختيار الولادة القيصرية، دون الحاجة لتبرير طبي.
وقالت رئيسة المنظمة، يوسفين مالمكفيست، خلال مشاركتها في برنامج على قناة tv4:
“الخوف من الولادة أمر واقعي تعيشه العديد من النساء، والمشاورات التقليدية حول الولادة المهبلية لا تكون كافية دائمًا. نحن نعتقد أن قرار المرأة هو الأهم ويجب أن يُحترم ويُضمن قانونيًا.”
الولادة القيصرية في السويد.. أرقام في تصاعد
تشير الإحصائيات إلى ارتفاع مطرد في معدلات الولادة القيصرية في السويد. ففي عام 1973 كانت نسبة الولادات القيصرية لا تتجاوز 5%، أما في عام 2023 فقد وصلت النسبة إلى 19.5% من إجمالي الولادات.
تحذيرات من المخاطر الطبية
في المقابل، حذّر عدد من المختصين من مضاعفات الولادة القيصرية عند التوسع فيها دون مبررات طبية واضحة. وقالت صوفيا بريسمار وندل، أخصائية التوليد وعضو هيئة التدريس:
“القيصرية عادةً ما تؤدي إلى تكرار القيصريات في الولادات التالية، وهو ما يزيد من خطر التعرض لمضاعفات قد تكون خطيرة وحتى مهددة للحياة.”
وأضافت:
“القضية لا تتعلق بالاقتصاد أو الأيديولوجيا، بل بالحفاظ على سلامة الأم على المدى البعيد.”
فوارق إقليمية وانتقادات لنظام الرعاية
لفتت مالمكفيست إلى أن هناك تفاوتًا كبيرًا بين المناطق السويدية من حيث إمكانية الوصول إلى الولادة القيصرية الاختيارية، معتبرة أن “حق المرأة في طريقة ولادتها لا يجب أن يتأثر بمكان سكنها”.
التكلفة المالية ليست كل شيء
أشارت دراسة صادرة عن هيئة التقييم الطبي والاجتماعي (SBU) إلى أن الولادة القيصرية قد تكلف ما يصل إلى 36,000 كرونة سويدية أكثر من الولادة المهبلية. لكن حسب رأي Moderatkvinnorna، فإن التركيز على التكلفة المادية فقط يُغفل الأبعاد النفسية والاجتماعية.
وقالت مالمكفيست:
“يجب احتساب التكلفة النفسية التي قد تترتب عن ولادة صادمة، إضافة إلى أمراض ما بعد الولادة والإصابات التي قد تحدث حتى في الولادات الطبيعية، مثل السلس البولي أو هبوط الرحم والتي قد تتطلب عمليات جراحية لاحقًا.”
مطلب أوسع: تحسين صحة المرأة والرعاية بعد الولادة
إلى جانب هذا المقترح، دعت Moderatkvinnorna إلى إصلاحات أوسع في مجال صحة المرأة، مشيرين إلى أن أقل من 1% من الأبحاث الطبية في العالم تُكرس لأمراض النساء، وطالبوا بمزيد من الاستثمار في طب النساء والرعاية بعد الولادة.
وقدمت مالمكفيست مثالًا على ذلك:
“في فرنسا، تحصل النساء على جلسات علاج طبيعي لعضلات قاع الحوض بعد الولادة، ونحن بحاجة لمثل هذه الحلول هنا في السويد.”
رسالة ختامية: المرأة أولاً
رغم تنفيذ الحكومة لبعض الإصلاحات السابقة، ترى مالمكفيست أن الطريق ما يزال طويلاً، وتختم بالقول:
“السويد من أكثر الدول تقدمًا في المساواة بين الجنسين، لكن عندما يتعلق الأمر بصحة المرأة، ما زال أمامنا الكثير لإنجازه.”