دال ميديا: تصاعدت موجة الغضب بين المستهلكين في السويد بسبب الارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية، ما دفع العديد من المستخدمين على منصة تيك توك إلى إطلاق حملة لمقاطعة أكبر سلاسل متاجر البيع بالتجزئة خلال الأيام المقبلة، في محاولة للضغط على الشركات لخفض الأسعار.
احتجاج رقمي ضد غلاء المعيشة
في ظل استمرار التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، انتشرت مقاطع فيديو على تيك توك تدعو إلى تجنب التسوق من المتاجر الكبرى لمدة أسبوع كامل، بهدف إرسال رسالة قوية إلى الشركات الكبرى بضرورة مراجعة سياسات التسعير.
وتحظى الحملة بتفاعل واسع بين المستخدمين، لكن خبراء في قطاع التسويق والاقتصاد يشككون في مدى تأثيرها الفعلي على الأسعار.
هل ستنجح المقاطعة في خفض الأسعار؟
تقول إيفا أوسيانسون، الخبيرة في العلامات التجارية بجامعة يوتبوري، في تصريح لـ SVT إن أسبوعًا واحدًا من المقاطعة قد لا يكون كافيًا لإحداث تغيير جوهري، نظرًا لأن المواد الغذائية سلعة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها لفترة طويلة.
وتوضح أوسيانسون:
“لكي تحقق المقاطعة نتائج ملموسة، يجب أن يشارك فيها عدد كبير جدًا من المستهلكين. ومع ذلك، فإن مجرد الحديث عنها قد يدفع بعض الشركات إلى مراجعة استراتيجيات التسعير الخاصة بها.”
وأضافت أن مثل هذه الحملات يمكن أن تؤدي إلى تحفيز إحدى شركات تجارة التجزئة لاتخاذ خطوة استباقية وخفض الأسعار، مما قد يجبر المنافسين على القيام بالمثل.
رد فعل قطاع تجارة التجزئة: “الأسعار ليست تحت سيطرتنا”
من جهتها، أصدرت جمعية تجارة المواد الغذائية السويدية بيانًا لـ SVT أكدت فيه أنها تتفهم إحباط المستهلكين، لكنها شددت على أن الأسعار تتأثر بعوامل سوقية واقتصادية متعددة، وليست بالكامل تحت سيطرة المتاجر.
وأشارت الجمعية إلى أن أرباح المتاجر تراجعت مؤخرًا نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل والطاقة، لكنها ترحب بالنقاش حول كيفية تحسين الأسعار ودعم المستهلكين.
هل يمكن للمقاطعة فرض تغيير حقيقي؟
بينما يترقب الجميع مدى تأثير هذه الحملة، يرى محللون أن نجاحها يعتمد على مدى التزام المستهلكين بها وانتشارها على نطاق واسع. ففي حال شهدت المتاجر الكبرى تراجعًا حادًا في المبيعات خلال فترة المقاطعة، فقد تجد نفسها مضطرة لاتخاذ إجراءات تهدف إلى استعادة ثقة العملاء وخفض الأسعار.
تبقى الأيام المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه الحملة ستشكل ضغطًا حقيقيًا على سلاسل المتاجر الكبرى أم أنها ستظل مجرد حركة رمزية على وسائل التواصل الاجتماعي.