ما الذي قد يحدث عندما تكون مستعداً لفتح علبة هاتفك الجديد بأقصى درجات الحماس، لتكتشف أن التكنولوجيا التي تنتظرها قد تحولت إلى مجرد قطع معدنية ملفوفة في ورق ألومنيوم؟ هذا ما حدث مع عائلة “بشدار” عندما اشتروا آيفون جديد للأم، إلا أن المفاجأة كانت بعيدة كل البعد عن توقعاتهم.
في أواخر أغسطس الماضي، قررت العائلة أن الوقت قد حان لترقية الهاتف القديم. وبالفعل، توجهوا إلى متجر “Elgiganten” الشهير لشراء آيفون جديد كلياً. كانت كل الأمور تسير بشكل طبيعي، حتى عادوا إلى المنزل حيث بدأت الصدمة الحقيقية.
فيديو الفتح المروع: “عالم من المعادن وليس من التكنولوجيا”
ابنة العائلة، لين، البالغة من العمر 9 سنوات، كانت تستعد لتصوير فيديو “unboxing” للهاتف الجديد، وهو أحد تلك الفيديوهات المنتشرة على الإنترنت التي تُظهر عملية فتح صناديق المنتجات الجديدة. ولكن، بدلاً من أن تفتح على شاشة براقة وواجهة أنيقة للهاتف، وجدت لين نفسها تفتح علبة مليئة بالمعادن المملة!
“لم نكن نصدق أعيننا، لقد كنا في حالة من الصدمة الكاملة”، تقول لين وهي تحاول استيعاب ما حدث. “كان من المفترض أن يكون هذا يومًا مميزًا لنا جميعًا، لكنه انتهى بكونه كابوسًا.”
الهروب إلى المتجر: “نريد هاتفنا أو تفسيرًا”
العائلة لم تنتظر طويلاً. على الفور، حملوا العلبة المليئة بالمعادن وتوجهوا إلى “Elgiganten” على أمل أن يحصلوا على تفسير منطقي. لكن ما حصلوا عليه كان مجرد ردود محبطة. بدلاً من التحقيق في الأمر بجدية، تم توجيههم ببساطة إلى إرسال فيديو “فتح” العلبة إلى الدعم الفني عبر البريد الإلكتروني. نعم، لأن الدعم الفني بالتأكيد يملك الحلول السحرية لمثل هذه المواقف الغريبة!
اتهامات “إلجيغانتن” بالاحتيال: “هذا ليس خطأنا”
لاحقًا، وبعد تدخل الإعلام، بدأت الأمور تتضح. وفقاً لتصريحات “Elgiganten”، تبين أن الهاتف الذي اشترته العائلة كان “إعادة شراء”، مما يعني أنه قد تم بيعه مسبقاً لأحد العملاء ثم أعيد إلى المتجر. يبدو أن هذا العميل السابق كان لديه خطة ذكية: استبدال الهاتف بقطع معدنية ملفوفة في ورق ألومنيوم، ثم إغلاق الصندوق بعناية وإعادته كأنه لم يُفتح أبداً. وهكذا، انتهى الحال بالعائلة بشراء صندوق معدني بدلاً من الآيفون.
المتحدث باسم “Elgiganten”، لينيا سيديركويست، علقت على الحادثة بقولها: “لقد كان هذا بالتأكيد عملية احتيال. نحن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد وقد قمنا بتقديم بلاغ للشرطة. كما فتحنا تحقيقًا داخليًا لتحديد كيفية حدوث ذلك.”
الاعتذار المتأخر والهاتف البديل
بالطبع، بعد كل هذه الأحداث، حاول “Elgiganten” تصحيح الموقف. اتصلت الشركة بالعائلة وقدمت لهم هاتفًا جديدًا كلياً كتعويض عن التجربة الفاشلة. كما قدموا للعائلة تعويضاً إضافياً عن “الصدمة” التي تعرضوا لها جراء هذا الحادث. ولكن العائلة لا تزال تشعر بخيبة أمل، ليس فقط بسبب الحادثة نفسها، ولكن بسبب الطريقة التي تم التعامل بها مع الأمر في البداية.
“لقد شعرنا بعدم الاحترام”
تقول والدة لين، راسان عزيز: “لم نكن نتوقع هذا النوع من التعامل من متجر كبير مثل ‘Elgiganten’. كان يجب عليهم أن يتصرفوا بسرعة ويحققوا في الأمر من البداية بدلاً من أن نعود إلى المنزل بخيبة أمل ومعدن في صندوق.”
في النهاية، قد تكون القصة انتهت بحصول العائلة على هاتف جديد، لكن الشعور بالخيبة والصدمة من تلك التجربة الغريبة سيبقى معهم لفترة طويلة. فما حدث مع عائلة “بشدار” ليس مجرد قصة عن هاتف، بل درس في كيفية التعامل مع العملاء، وكيف يمكن أن تتحول اللحظات المنتظرة إلى لحظات غير متوقعة ومثيرة للدهشة.
المصدر: svt