“رحلة التوبة نحو كندا” بابا الفاتيكان يصل كندا لطلب الصفح من السكان الأصليين

CBC

وصل البابا فرنسيس يوم أمس الأحد إلى كندا، في رحلة “توبة”. ويفترض ان يطلب البابا الصفح من سكان كندا الأصليين بسبب دور الكنيسة الكاثوليكية في مأساة المدارس الداخلية والتي أمتدت من فترة نهاية القرن التاسع عشر و تسعينات القرن العشرين.

وكان قد سجّل حوالي 150 ألف طفل من السكان الأصليين قسراً في أكثر من 130 مدرسة داخلية مدعومة من الدولة و بإدارة الكنسية الكاثوليكية، حيث تم فصل الأطفال عن عوائلهم ومنعوهم من تعلم لغتهم و ثقافتهم. كما وتعرضوا في بعض الاحيان الى أعمال عنف و حتى أفعال جنسية.
وبحسب الإحصائات فقد مات حوالي ستة آلاف طفل، في ما اعتبرته لجنة تحقيق وطنية بالإبادة الجماعية الثقافية في بلد أثار فيه اكتشاف أكثر من 1300 قبر مجهول عام 2021 صدمة كبيرة، مما دفع بالسلطات الى إعلان”يوم مصالحة”.

وكان الحبر الأعظم البالغ 85 عاماً، قد قال للصحفيين المرافقين له على متن الطائرة التي ألقته الى كندا، ان هذه زيارته هذه هي “رحلة توبة”. حيث يريد البابا فرانسيس، استغلال زيارته لكندا للفت الانتباه الى معاناة السكان الأصليين، التي ساهمت فيها الكنسية الكاثوليكية.

وقال جورج أركاند جونيور، الرئيس الأكبر لـ”اتحاد الشعوب الأولى في كونفدرالية المعاهدة 6″ في تصريح له، إن “هذه الرحلة التاريخية جزء مهم من رحلة الشفاء” لكن “ما زال يتعين القيام بالكثير”. أما زعيم قبائل لويس بول كري، فقد حذر من أن هذه الزيارة قد تؤدي الى فتح جروح ناجين.

هذا ومن المنتظر ان يلتقي البابا فرنسين، صباح يوم الاثنين في ماسكواسيس، مجموعة من السكان الأصليين، حيث ينتظر حضور نحو 150 الف شخص.
وبعد ظهر الإثنين، سيلقي الزعيم الروحي للكاثوليك البالغ عددهم 1,3 مليار شخص، خطابا ثانيا في كنيسة القلب المقدس للشعوب الأصلية في ادمونتون. وسيترأس الثلاثاء قداسا في ملعب يتسع لستين ألف شخص في هذه المدينة قبل أن يتوجه إلى بحيرة سانت آن التي تشكل موقع حج سنوي.

وسعت الحكومة الكندية منذ التسعينات إلى معالجة مصير أطفال السكان الأصليين في المدارس الداخلية. سرعان ما حذت الكنيسة الكاثوليكية حذوها. زار ممثلو First Nation، الفاتيكان في عام 2009 والتقوا بالبابا بنديكتوس السادس عشر، على الرغم من أنه لم يقم بالرحلة إلى كندا بنفسه. التقى البابا فرانسيس مع وفود من السكان الأصليين في الفاتيكان على مدى ثلاثة أيام في أواخر مارس وأوائل أبريل من هذا العام. واختتم البابا الزيارة بالتطرق إلى “تقارير المعاناة والحرمان والمعاملة التمييزية ومختلف أشكال الإساءة” في المدارس الداخلية.

وتشهد كندا التي يشكل الكاثوليك 44 بالمئة من سكانها، مثل بلدان أخرى أزمة كنيسة، مع تراجع حاد في المشاركة في ممارسة الشعائر في السنوات الأخيرة.

المصدر: أ ف ب

المزيد من المواضيع