سوق الكهرباء في حالة تحول: هل يساهم النموذج الجديد في زيادة الفروق السعرية رغم إثارته للجدل؟

svk

أُعلنت مؤخرًا عن إدخال نموذج جديد لسوق الكهرباء بهدف تحسين التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي، إلا أن هذا النموذج لم يخلُ من الجدل، حيث تعرض لانتقادات من الخبراء والمستهلكين وكذلك منتجي الكهرباء. تظهر تجارب التشغيل التي أجرتها شركة الكهرباء الوطنية السويدية “Svenska kraftnät” أن السويد قد تكون من بين المتضررين، مع احتمالية ارتفاع أسعار الكهرباء نتيجة لهذا التغيير.

قال ماغنوس تورستنسون، محلل سوق الكهرباء لدى شركة “Energiföretagen”: “النموذج ليس بسيطًا للتفسير، ولا يبدو أن الكثيرين يرغبون فعلاً في تطبيقه”.

النموذج الجديد أثار مخاوف من زيادة الأسعار وتفاقم حالة عدم اليقين في سوق الكهرباء في المستقبل. وصرح تورستنسون قائلاً: “الطموح هو استخدام الشبكة الحالية بشكل أكثر فعالية، بهدف التعامل مع نسب أكبر من الكهرباء غير القابلة للتخطيط، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهو أمر ضروري للتحول الذي نسعى لتحقيقه”.

وأضاف تورستنسون: “من المهم أن نحصل على المرونة التي يتيحها النموذج، ولكن نتائج التجارب تشير إلى أن هذا النموذج قد يؤدي فعليًا إلى عكس ما يُراد تحقيقه، حيث يمكن أن يقلل من نقل الكهرباء في بعض المناطق، وهو ما يمثل عائقًا للنظام بأكمله”.

زيادة الفروق السعرية بين مناطق الكهرباء

أجرت “Svenska kraftnät” تجارب تشغيل للنموذج على مدار عامين تقريبًا، وأظهرت النتائج أن الفروق السعرية بين مناطق الكهرباء المختلفة في السويد ازدادت.

أوضح تورستنسون: “في المناطق الثلاثة الشمالية (SE1, SE2, SE3)، نرى زيادة في الأسعار تتراوح بين 7 و14 بالمئة”، مشيرًا إلى أن المنطقة الجنوبية (SE4) قد تشهد تغييرات أقل وضوحًا. وأضاف: “عند استبعاد أشهر الصيف، لا يوجد ضمان بأن الأسعار ستكون أقل في SE4”.

وأحد أسباب ارتفاع الأسعار في المناطق الشمالية هو تركيز النموذج على النظام الشمالي بالكامل. حيث أكد تورستنسون: “النموذج لا يعمل فقط لصالح السويد، بل يجب النظر إليه من منظور شمالي شامل”.

النرويج قد تستفيد على حساب السويد

النموذج مصمم للعمل على مستوى الشمال الأوروبي ككل، مما يعني أن النرويج، بفضل شبكتها الأضعف نسبيًا، قد تستفيد من زيادة إمكانيات نقل الكهرباء عبر السويد.

أوضح تورستنسون: “ما يحدث الآن هو زيادة الترانزيت عبر السويد، حيث يُستغل الشبكة السويدية لنقل الطاقة من شمال النرويج إلى جنوبها”، وأضاف أن هذا قد يؤدي إلى خفض الأسعار لصالح المستهلكين النرويجيين.

كيف يمكن للمستهلكين التصرف في ظل عدم اليقين؟

مع حالة عدم اليقين حول أسعار الكهرباء، يُنصح المستهلكون بالتفكير في نوع العقد الأنسب لهم، سواء كان ثابتًا أو متغيرًا. قال تورستنسون: “قد يكون هناك سبب لتثبيت السعر إذا كان الشخص يرغب في النوم بهدوء دون قلق بشأن ارتفاع الأسعار. من جهة أخرى، هناك احتمال أن يرتبط المستهلك بسعر أعلى مما كان سيحصل عليه في حالة السعر المتغير. إنه توازن مستمر، تمامًا كما هو الحال مع الرهون العقارية”.

وختم تورستنسون قائلاً: “اليوم، ستتم أولى الحسابات السعرية بناءً على هذا النموذج”.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع