شهد العزازي .. تتمكن في وقت قياسي من تخطي الصعاب لتصبح أصغر طالبة جامعية في السويد

aftonbladet.se

انتقلت شهد العزازي، البالغة من العمر 15 عاما، مع عائلتها الى السويد، عام 2018. وبعد خمس سنوات من المثابرة والدراسة الجادة استطاعت تخطي كافة المصاعب التي واجهتها في المدرسة ومع أصدقائها، حيث تمكنت في وقت قصير من تعلم اللغة السويدية و اجتازت الفصول الدراسية وانهت المرحلة الابتدائية بأعلى الدرجات، و سوف تتخرج قريباً لتصبح أصغر طالبة في السويد تنتقل الى الدراسة الجامعية، أي قبل أصدقائها من نفس العمر بعامين.

ولدت شهد في العراق عام 2007، عندما كان عمرها عامين، انتقلت العائلة إلى هولندا. عاشت هناك حتى بلغت العاشرة من عمرها ثم انتقلت إلى سودِرتاليه، إحدى ضواحي العاصمة السويدية ستوكهولم. حيث أجبرت على البدء بدراستها بالمدرسة السويدية من الصف الخامس.

تقول شهد: “لقد قال لي الكثير من الناس أنني لن أتمكن من اللحاق بالآخرين، لكنني لم أسمح لهم بثني عزيمتي”.

بعد أسبوعين من وصولها إلى السويد، بدأت شهد في تكوين جمل كاملة. لكن لم يكن الأمر دائمًا سهلاً عليها.

تقول شهد: “كان الأمر صعبًا في البداية. كنت أشعر بالحزن عندما أعود إلى المنزل لأن الأطفال الآخرين كانوا يقولون لي ‘عليك تعلم اللغة أولاً قبل أن نتمكن من اللعب معك’. شعرت أنني متأخرة عن الجميع”.

خلال اجتماع مع المعلم، علمت شهد أنها نجحت في جميع المواد باستثناء العلوم واللغة السويدية.

تقول شهد: “شعرت أنني فقدت نفسي. كنت دائمًا أحصل على درجات عالية في هولندا”.

قررت شهد أن تبدأ الدراسة بجد للتغلب على الصعوبات.

تقول والدتها، زينة: “ذات يوم جاءت إلي باكية وقالت لي ‘أعدك أن أصبح أفضل من أي شخص آخر في الفصل'”.

بدأت شهد الدراسة كل يوم بعد المدرسة. كانت تطرح أسئلة كثيرة في الفصل وتسأل المعلمين عن مزيد من المهام.

تقول شهد: “كنت أدرس كثيرًا في المنزل. إذا كان لدي اختبار، كنت أستيقظ في منتصف الليل للتأكد من أنني أعرف كل شيء للاختبار”.

لم يمض وقت طويل حتى تمكنت شهد من اللحاق بالركب. لم تعد تشعر أن الدراسة صعبة عليها.

تقول زينة: “عندما كانت في الصف السادس، كان كل شيء سهلاً بالنسبة لها. بدأت أبحث على الإنترنت ووجدت أنه من الممكن تخطي الصف، لذلك ذهبنا إلى المدرسة وتحدثنا معهم”.

وافقت المدرسة على نقل شهد إلى الصف الثامن. تمكنت من إكمال الصفين الثامن والتاسع في عام واحد. في صيف عام 2021، تخرجت من المدرسة الابتدائية بمعدل تراكمي قدره 337.5. حصلت على درجات A في جميع المواد باستثناء اللغة السويدية والإنجليزية، حيث حصلت على درجات B.

بعد ذلك، بدأت شهد الدراسة في مدرسة ثانوية عبر الإنترنت في مقاطعة كالمار. إنها تدرس حاليًا برنامج العلوم في وتيرة خاصة بها.

تقول شهد: “أنا لا أشعر أنني أفتقد شيئًا مثلما يفعل الأطفال الآخرون في سني. أنا أتدرب وأتنافس في التنس، حيث ألتقي بأشخاص جدد. أعزف أيضًا على الكمان والبيانو، وهناك الكثير من الأطفال في سني الذين يمكنني اللعب معهم والتحدث معهم”.

في ديسمبر، ستتخرج شهد من المدرسة الثانوية. ستكون على الأرجح أصغر طالبة تنهي دراستها الثانوية و تنتقل الى الجامعة في السويد.

تقول زينة: “أنا فخورة جدًا بها”.

بعد المدرسة الثانوية، تخطط شهد للالتحاق ببرنامج الطب والدراسة لتصبح طبيبة جراحة في المستقبل.

قصة شهد هي قصة مثابرة ونجاح. لقد واجهت تحديات كبيرة، لكنها لم تستسلم أبدًا. إنها مصدر إلهام للجميع، بغض النظر عن العمر أو الخلفية.

المصدر: aftonbladet.se

المزيد من المواضيع