ضربة كبرى لشبكات التزوير في أوروبا: اعتقال مزور طبع ملايين اليوروهات المزيفة

في عملية نوعية استهدفت شبكة تزوير عالمية، أعلنت وكالة الشرطة الأوروبية “يوروبول” يوم الإثنين عن اعتقال مزوّر يُشتبه في أنه كان وراء طباعة أوراق نقدية مزورة بقيمة بلغت 11 مليون يورو (حوالي 12 مليون دولار أمريكي). العملية تمت في مدينة نابولي الإيطالية بالتنسيق مع الشرطة الفرنسية، وتم خلالها ضبط ثلاثة ملايين يورو مزيفة كانت جاهزة للتداول.

المتهم، الذي لم تكشف يوروبول عن هويته، يُعتقد أنه كان يدير واحدة من أكبر شبكات التزوير في أوروبا، حيث تشير التحقيقات إلى أنه باع بالفعل أوراقًا نقدية مزورة بقيمة ثمانية ملايين يورو في مختلف أنحاء القارة. وتعود خطورته إلى كونه مسؤولًا عن أكثر من 27٪ من جميع الأوراق النقدية المزورة باليورو التي اكتُشفت وتم منعها من التداول في عام 2023 فقط.

تفاصيل العملية

تمكنت الشرطة الإيطالية، بالتعاون مع “يوروبول” والشرطة الفرنسية، من الوصول إلى الموقع الذي كان المتهم يستخدمه لطباعة الأموال المزيفة. وخلال المداهمة، تم ضبط معدات وأدوات متقدمة تستخدم في تزوير الأوراق النقدية، وهو ما يعكس خبرة المتهم وقدرته على إنتاج أوراق نقدية عالية الجودة يصعب كشفها.

عملية الاعتقال جاءت بعد تحقيقات مكثفة استمرت لعدة أشهر، حيث كانت السلطات الأوروبية تتعقب نشاط الشبكة التي تتركز في نابولي، ولكنها تمتد إلى عدة دول أوروبية. يوروبول أكدت أن المزور كان يعتمد على توزيع أوراقه النقدية المزيفة في الأسواق الفرنسية، حيث شهدت البلاد تداول كميات كبيرة من هذه الأوراق في الفترة الأخيرة.

تحذير للأوروبيين

وفي بيان لها، شددت يوروبول على أهمية تعزيز الجهود لمكافحة شبكات التزوير في أوروبا، محذرة من أن الأوراق النقدية المزيفة لا تزال تشكل تهديدًا للاقتصاد الأوروبي. كما أثنت الوكالة على التعاون الدولي الذي ساهم في نجاح العملية، مؤكدة أن مثل هذه العمليات تعزز من أمان الأسواق المالية الأوروبية.

خلفية التزوير في أوروبا

تشير الإحصائيات إلى أن عمليات تزوير الأوراق النقدية ليست جديدة على أوروبا، حيث شهدت القارة ارتفاعًا ملحوظًا في الجرائم المالية والتزوير خلال السنوات الأخيرة. وتعتبر إيطاليا، وخاصة مدينة نابولي، واحدة من المراكز الرئيسية لهذه الأنشطة غير القانونية. ووفقًا لتقارير سابقة، تمثل أوراق اليورو المزيفة مصدر قلق كبير للبنوك المركزية والهيئات المالية في الاتحاد الأوروبي.

عملية القبض على هذا المزوّر الكبير تأتي كجزء من جهود مستمرة لمكافحة التزوير في أوروبا، ويعتبر هذا الاعتقال إنجازًا بارزًا في الحرب ضد الجرائم المالية التي تهدد استقرار الاقتصاد الأوروبي.

المصدر: وكالات

المزيد من المواضيع