ستوكهولم: أصدرت منظمة التثقيف الجنسي السويدية (RFSU) تقريرًا جديدًا بمناسبة اليوم الدولي للرجل، يكشف عن فروقات ملحوظة بين الجنسين فيما يتعلق بالعلاقات والوحدة الاجتماعية. أظهر التقرير أن 16% من الرجال لا يملكون أي شخص يلجأون إليه للحديث عن مشاكلهم، وهو ضعف النسبة بين النساء.
وفقًا لبيله أولهولم، خبير التثقيف الجنسي في RFSU، يعود هذا الأمر إلى “تصورات تقليدية عن الرجولة” حيث يُتوقع من الرجال أن يكونوا أقوياء وغير معرضين للسقوط أو الضعف. وأشار إلى أن هذه التصورات تؤدي إلى عزلة عاطفية تزيد من الشعور بالوحدة والانعزال.
الرجال والوحدة: أزمة تتجاوز الأفراد
أوضح التقرير أن 45% من الرجال لا يعرفون إلى أين يمكنهم التوجه للحصول على الدعم، مقارنة بـ35% فقط من النساء. كما أكد أن الرجال غالبًا ما يفتقرون إلى شبكات اجتماعية قوية تدعمهم في الأوقات الصعبة. وأشار أولهولم إلى أن الرجال الذين يشعرون بالوحدة يميلون إلى تفادي الحديث عن مشكلاتهم خشية تحميل الآخرين أعباءهم، مما يزيد من الضغوط النفسية لديهم.
العواقب النفسية والاجتماعية
النتائج أشارت إلى أن الوحدة بين الرجال ترتبط ارتباطًا وثيقًا بارتفاع معدلات الانتحار بينهم، وهو ما وصفه أولهولم بأنه “نتيجة مباشرة للشعور بالعزلة”. وأضاف: “علينا أن نعمل على تعزيز التواصل بين الرجال ودعمهم لبعضهم البعض”.
دعوة إلى تدخل مجتمعي
دعا التقرير المؤسسات والشركات لتبني استراتيجيات تدعم الرجال في مواجهة الوحدة. وقال أولهولم إن أماكن العمل قد تكون “الملاذ الوحيد” للتواصل لدى الكثير من الرجال، مما يجعلها منصة حيوية لبناء العلاقات وتقديم الدعم. وأضاف أن الفهم الثقافي والتدريب على التعامل مع الوحدة يمكن أن يساهما في تحسين الصحة النفسية للرجال.
الحاجة إلى تغيير جذري
اختتم أولهولم حديثه بالتأكيد على أهمية إعادة التفكير في الأدوار الاجتماعية والتصورات التقليدية للرجولة، مشددًا على ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التواصل العاطفي بين الرجال.
المصدر: tv4