دال ميديا: تصاعدت حالة الغضب الشعبي في السويد مع إطلاق حملة مقاطعة موجهة ضد سلاسل المتاجر الكبرى، احتجاجًا على الارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية، في ظل أزمة معيشية متزايدة يشعر بها المواطنون. وواجهت المبادرة، التي انطلقت يوم الاثنين، تفاعلًا واسعًا من المستهلكين، لكنها أثارت أيضًا ردود فعل متباينة من الشركات المستهدفة وعلى رأسها Coop وIca.
“أعتقد أنها خطوة رائعة، يجب كسرهم”، قال المستهلك فريدريك لقناة التلفزيون السويدي SVT معبرًا عن دعمه للمقاطعة.
Coop: نفهم الغضب… لكن لسنا من نُسمى ’عمالقة’
في أول تعليق رسمي، قال أندش توريل، المدير التنفيذي المؤقت لشركة Coop، إنهم يتفهمون رغبة المستهلكين في التأثير، لكنه أشار إلى أن المقاطعة قد لا تكون الحل الأفضل.
“حتى الآن، لم نرَ أثرًا اقتصاديًا واضحًا للمقاطعة، لكننا نشعر بالضغط لتحسين أدائنا أكثر”، قال توريل، مضيفًا: “Coop ليست عملاقًا غذائيًا. نحن اتحاد مكوّن من 26 جمعية تعاونية يملكها أربعة ملايين عضو، ولا نسعى لتحقيق أرباح بل نعيد الفائض إلى أعضائنا”.
Ica: نحن لسنا المستهدف الحقيقي
من جهتها، استغلت سلسلة Ica الجدل لإطلاق حملة إعلانية جديدة تعتمد على السخرية من مصطلح “عملاق غذائي”. فقد جاء في إعلانها: “هل تريد مقاطعة عملاق غذائي؟ أهلًا بك في Ica”.
وأوضحت الشركة أنها تدرك جيدًا الوضع الاقتصادي الصعب الذي يواجهه المستهلكون، مشددة على أن وجودها في مناطق محلية صغيرة يبرهن على قربها من الناس أكثر من كونها كيانًا تجاريًا ضخمًا يسعى للربح فقط.
تقارير: الشركات الثلاث تسيطر على 90% من سوق الأغذية
ورغم تصريحات Coop وIca، فإن أرقامًا صادرة عن اتحاد منتجي السلع الاستهلاكية DLF تشير إلى أن كل من Coop وIca وAxfoodسيطروا معًا على نحو 90% من سوق بيع المواد الغذائية في السويد خلال عام 2023، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء السويدية TT.
Axfood: الأزمة عالمية وليست محلية
أما شركة Axfood، المالكة لسلاسل مثل Willys وHemköp، فصرحت عبر بريد إلكتروني لـ SVT أنها لا تستطيع حالياً تقييم مدى تأثير المقاطعة على الشركة، لكنها انتقدت تحول النقاش العام إلى حالة من الاستقطاب، معتبرة أن أسباب غلاء الأسعار تعود لعوامل اقتصادية عالمية خارجة عن السيطرة الوطنية.
“سنستفيد جميعًا من نقاش أقل استقطابًا وأكثر استنادًا إلى الحقائق. ما نشهده من ارتفاع الأسعار سببه عوامل خارجية عالمية أثرت على جميع الدول الأوروبية بنفس القدر”، كتب المتحدث باسم الشركة ماغنوس تورنبلوم.
الحكومة تستدعي “العمالقة” لاجتماع أزمة
وفي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي، دعت الحكومة السويدية كبار ممثلي القطاع الغذائي – Coop وIca وAxfood – إلى اجتماع أزمة يوم الخميس، في مسعى لفهم أسباب استمرار ارتفاع الأسعار ومطالبة هذه الشركات بتحمل مسؤولياتها الاجتماعية تجاه المستهلكين.
