لم يعمل لعشر سنوات وكان يخشى فقدان إعانته.. صحيفة تكشف معلومات جديدة عن منفذ مجزرة أوريبرو

منفذ مجزرة أوريبرو. tv4

دال ميديا: كشفت تحقيقات الشرطة ووثائق صادرة عن مكتب العمل السويدي (Arbetsförmedlingen) أن ريكارد أندرسون، منفذ مجزرة أوريبرو التي أودت بحياة عشرة أشخاص، كان عاطلًا عن العمل لأكثر من عشر سنوات، وعانى من مشكلات اجتماعية واقتصادية عميقة، مما جعله يعيش في عزلة تامة وسط مخاوف مستمرة من فقدان إعانة الرعاية الاجتماعية التي كان يعتمد عليها.

حياة من العزلة: بلا عمل ولا دخل ثابت

بحسب الوثائق التي اطلعت عليها صحيفة إكسبريسن، لم يكن أندرسون يعمل منذ أن أنهى دراسته، حيث كان على تواصل متكرر مع مكتب العمل وخدمات الرعاية الاجتماعية. في إحدى مقابلاته مع مكتب العمل، أشار إلى أنه لا يعلم إن كان قادرًا على العمل أصلًا بسبب معاناته من صعوبات في التفاعل الاجتماعي، كما عبر عن قلقه من فقدان الدعم المالي الذي يعتمد عليه للعيش.

محاولات فاشلة للاندماج في سوق العمل

رغم أنه لم يكن يعمل بوظيفة دائمة، حاول أندرسون الاندماج في سوق العمل من خلال فترات تدريبية قصيرة، حيث تدرب في:
✔ متجر رياضي، لكنه لم يستطع التأقلم بسبب كثرة الناس وشعر بعدم الارتياح.
✔ شركة تأجير سيارات، حيث عمل على قيادة السيارات، وصرح بأنه استمتع بالعمل داخل السيارة بعيدًا عن التواصل المباشر مع الآخرين.

كما كشفت التحقيقات أنه كان يعاني من عدة اضطرابات نفسية واجتماعية، ما جعل العثور على وظيفة مناسبة له أمرًا صعبًا.

قلق متزايد بشأن الدعم المالي

كان الجانب المالي أحد الهواجس الكبرى لأندرسون، حيث كشف في مقابلاته مع مكتب العمل أنه كان يحصل على إعانة النشاط بين 2008 و2014، لكنها أُلغيت من قبل وكالة التأمينات الاجتماعية (Försäkringskassan). بعد ذلك، اضطر للاعتماد على مدخراته الشخصيةلفترة من الزمن.

وفي عام 2018، أبلغ مكتب العمل بأنه ينتظر قرارًا بشأن طلبه للحصول على إعانة الرعاية الاجتماعية. وبعد بضعة أيام، تم إبلاغه بأنه حصل على الدعم المالي الذي كان يخشى فقدانه.

التصعيد النفسي: قراءة خطاب الإنذار قبل تنفيذ الجريمة

أظهرت مقاطع فيديو اطلعت عليها الصحيفة أن أندرسون سجل لنفسه مقطعًا في أغسطس 2021، أي قبل أشهر فقط من تنفيذ الهجوم. في الفيديو، جلس على سريره وقرأ خطابًا رسميًا من البلدية جاء فيه أنه قد يتم إخضاعه لتدقيق عشوائي، مما قد يؤدي إلى فقدانه الدعم المالي.

“إعانة الرعاية الاجتماعية تنفذ عمليات تدقيق عشوائية، مما يعني أنك بحاجة إلى تقديم مستندات وفواتير تثبت صحة طلبك”، قرأ أندرسون من الخطاب، بصوت يعكس قلقًا عميقًا.

في ذلك الوقت، كان لا يزال مسجلاً كطالب في المدرسة التي ارتكبها فيها جريمته، لكنه ترك الدراسة بعد فترة قصيرة.

لغز التمويل: كيف استطاع شراء الأسلحة؟

إحدى القضايا التي ركزت عليها التحقيقات هي كيفية تمكن أندرسون من الحصول على الأسلحة والذخيرة، رغم أنه لم يكن يملك أي دخل ثابت منذ عام 2015. وعلى الرغم من أن الشرطة لم تحدد بشكل دقيق مصدر أمواله، فإنها رجحت أن يكون قد اعتمد على مدخراته الشخصية لفترة طويلة بعد فقدانه جميع أشكال الإعانة الحكومية.

الخلاصة: فشل منظومة الرعاية الاجتماعية في التدخل مبكرًا

تكشف قضية ريكارد أندرسون عن ثغرات في نظام الرعاية الاجتماعية، حيث لم يتم التعامل بفعالية مع عزلته الاجتماعية واضطراباته النفسية، ولم يتم تقديم أي دعم نفسي أو خطة إعادة تأهيل فعالة له قبل أن يتخذ قراره المأساوي بارتكاب واحدة من أسوأ الجرائم الجماعية في تاريخ السويد الحديث.

ما تزال التحقيقات جارية لتحديد ما إذا كانت هناك إشارات تحذيرية كان يمكن أن تمنع وقوع هذه الجريمة، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تكرار مثل هذه الحالات بين الفئات المهمشة في المجتمع.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع