مخاطر زيادة عدد الفقراء في السويد يزداد مع ارتفاع الاسعار و الاضطرابات في سلسلة التوريد

Foto: Mattias Käll/Gry Ellebjerg

أدى ارتفاع معدل التضخم والاضطرابات في سلسلة التوريد، بالاضافة الى زيادة أسعار الفائدة، الى ظهور مخاوف جدية بشأن زيادة عدد السويديين الذين يدخلون في دائرة الفقر. بالنسبة للبعض أصبح الحد الفاصل بين الحياة الكريمة والفقر الاقتصادي، معلق على خيط رفيع. نحن في فترة حساسة للغاية، وفقاً لتصريح لـ جان أو جونسون ” Jan O. Jonsson ” الأستاذ بمعهد البحوث الاجتماعية بجامعة ستوكهولم، لصحيفة أفتونبلاديت السويدية.

الاضطرابات الاقتصادية المستمرة، تدفع الكثيرين باتجاه أدنى مستوى معيشي. ولكن بالنسبة لعدد كبير من الناس، قد يكون من الصعب تأمين المستلزمات الأكثر أهمية، مما يتسبب في وقوعهم تحت خط الفقر.

الفقر سيزداد بشكل شبه مؤكد. سيكون في الغالب نتيجة لأولئك الذين لديهم بالفعل هوامش صغيرة. يقول جان أو جونسون، الأستاذ بمعهد البحوث الاجتماعية بجامعة ستوكهولم، و الذي أعد دراسات كثيرة حول موضوع الفقر، إن العاطلين عن العمل وذوي الدخل المنخفض أو العائلات التي لديها دخل واحد فقط يمكن أن يكونوا في وضع سيئ.

أولئك الذين ينفقون بالفعل غالبية دخلهم على النفقات الأساسية مثل الطعام والإيجار، معرضون لخطر الوقوع في براثن الفقر نتيجة التضخم وزيادة أسعار الفائدة.

حتى الآن لم تكن لدينا تحركات في الأجور يمكن أن تعوض عن ارتفاع الأسعار. هناك خطر جسيم في العامين المقبلين من أن الأشخاص الذين هم على وشك عدم القدرة على دفع نفقات المعيشة سوف يقعون في فقر مؤكد.

سوق العمل السويدي مستقر حتى الآن، ولكن إذا كان لدينا معدل بطالة مرتفع، فقد يكون لذلك تأثير مباشر على معدل الفقر.

من المحتمل ان يكون بمقدور الاشخاص الذين يعملون الان، التعامل بشكل مؤقت مع الأسعار المرتفعة، ولكن إذا فقدوا وظائفهم، فإن الأمر يصبح أكثر جدية وبالغ الأهمية. إذا كان هناك منزل يعمل فيه اثنان وأصبح الآخر عاطلاً عن العمل فجأة، فقد تواجه مشاكل كبيرة في إعالة الأسرة بالقروض والإيجار والطعام وما إلى ذلك.

وفق لتقييمات جونسون، هناك مجموعتان معرضتان بشكل أساسي لخطر الفقر، هما أولئك الذين ولدوا خارج السويد والغير المتزوجين.

يقول جان أو جونسون، غالباً ما يخيم الفقر على المجتمعات بعد سنوات قليلة من بدء الركود الاقتصادي. حيث يكون باستطاعة البعض ان ينقذ نفسه من خلال مدخراته، أما الأخرون فيصبحون فقراء ويدخلون دائرة التقشف. هكذا كان الحال خلال الأزمة الاقتصادية في التسعينيات من القرن الماضي. لم يكن الوضع المالي المتدهور للأسر واضحًا إلا بعد مرور عامين.

ما هي أكبر عواقب الفقر في السويد اليوم؟

كل من أصبح فقيراً و معدوماً، ينسحب تدريجياً من الحياة الاجتماعية، حيث لن يكون بمقدورهم إرسال أطفالهم الى نشاطات الصيفية، و يتوقفون عن دعوة الاصدقاء والمعارف. وبالتالي يصبحون خارج الحياة الاجتماعية، وهو الذي يجعل مفهوم الفقر أكثر وضوحاً.

يمكن أن يؤدي الاستبعاد الاجتماعي في حد ذاته إلى زيادة صعوبة الخروج من الفقر.

يمكن أن يؤدي إلى مرض عقلي وقد ينتهي بك الأمر في دوامة حيث تصبح أكثر وأكثر عزلة وينتهي بك الأمر بعيدًا عن سوق العمل. إنه أمر سيء للغاية. كما يشرح الأستاذ بمعهد البحوث الاجتماعية بجامعة ستوكهولم، للصحيفة السويدية.

في العقود الأخيرة، كان مفهوم “الفقر النسبي” شائعًا في كل من السويد والاتحاد الأوروبي. وفقًا لهذا المقياس، يعيش المرء بمعيار اقتصادي منخفض، أي إذا كان دخله بعد الضريبة أقل من 60 في المائة من متوسط ​​دخل الدولة.

المصدر: aftonbladet.se

المزيد من المواضيع