مخاوف من انتشار داء الكلب في السويد: تهريب الكلاب يُعيد المرض القاتل إلى الواجهة

تحذيرات من انتشار داء الكلب في السويد. Foto: Getty Images

حذرت مؤسسة حماية الكلاب السويدية (Hundstallet) وعدد من الأطباء البيطريين من تزايد خطر دخول داء الكلب إلى السويد، مشيرين إلى أن الأمر ليس مسألة احتمال بل مسألة وقت، نتيجة تزايد تهريب الكلاب إلى البلاد. العديد من هذه الكلاب المهرّبة تحمل وثائق مزورة أو تأتي من مناطق لم يتم التأكد من خلوها من المرض، ما يزيد من احتمالية دخول الفيروس.

وقالت إميلي بيترسون، نائبة رئيس الهيئة الطبية البيطرية السويدية، “مع كل كلب يتم تهريبه، ترتفع فرصة انتشار داء الكلب في السويد”. يُذكر أن داء الكلب، الذي يُعد من الأمراض الفيروسية القاتلة التي يمكن أن تصيب البشر، تم القضاء عليه في السويد في القرن التاسع عشر، لكن مع ارتفاع معدلات تهريب الكلاب من المناطق التي ما زال المرض منتشرًا فيها، تزداد احتمالية عودته.

دعوات للحذر ووعي مجتمعي

حذرت الهيئة العامة الجمهور من التعامل مع الكلاب غير المعروفة، مشيرة إلى ضرورة الامتناع عن لمس الكلاب التي لا يُعرف مصدرها. كما أطلقت مؤسسة حماية الكلاب السويدية مبادرة “جدير بالانتظار” لتوعية المجتمع بمخاطر تهريب الكلاب. وكتب جوني كرونيلد، مدير التواصل وجمع التبرعات بالمؤسسة، في بيان: “ربع الكلاب التي نستقبلها تأتي بخلفية غير واضحة، ما يزيد من خطورة انتقال الأمراض”.

مخاطر داء الكلب في المنازل السويدية

رغم أن داء الكلب من الأمراض التي يجب الإبلاغ عنها، إلا أن القانون يفرض على الأطباء البيطريين الالتزام بواجب السرية المهنية، مما يحد من قدرتهم على الإبلاغ عن الحالات التي تشتبه بكونها مهربة دون وجود أعراض واضحة للمرض. ويستغرق ظهور أعراض داء الكلب على الكلاب المصابة عدة أشهر، مما قد يؤدي إلى دخول الكلاب المصابة إلى المنازل السويدية دون علم العائلات بخطورة الإصابة.

قالت بيترسون: “هناك احتمال حقيقي أن ينتهي الأمر بكلب مصاب بداء الكلب في منزل أسرة سويدية”، موضحةً خطورة الأمر بالنسبة للعائلات.

دعوات لتخفيف القيود على الإبلاغ

أشار الأطباء البيطريون إلى ضرورة تخفيف القيود القانونية، بحيث يُسمح لهم بالإبلاغ عن الحيوانات التي يُشتبه في تهريبها إلى السلطات، حتى لو لم تظهر عليها أعراض داء الكلب. ويقترحون السماح بالإبلاغ في حال وجود مستندات مزورة أو إذا كانت الكلاب قادمة من مناطق عالية الخطورة.

ويقول بيترسون: “نحن ندعو إلى تمكين الأطباء البيطريين من إبلاغ السلطات عن الحيوانات التي تدخل السويد بطرق غير قانونية، حتى إذا لم تظهر عليها أعراض واضحة”.

جهود للحد من تهريب الكلاب

تُوقف الجمارك السويدية بضع مئات من الكلاب المهربة سنويًا، إلا أن العدد الحقيقي للكلاب المهرّبة غير معروف، ومن المتوقع أن يكون أكبر بكثير. كما يتم إعدام حوالي 50 حيوانًا سنويًا للاشتباه في إصابتها بداء الكلب، لكن لم يتم حتى الآن تأكيد أي حالة إصابة بداء الكلب في السويد.

تأتي هذه التحذيرات في وقت يتزايد فيه قلق الأطباء البيطريين والسلطات من عودة محتملة لهذا المرض الخطير، وتدعو السلطات المواطنين إلى توخي الحذر، وتدعو إلى إجراءات أكثر صرامة للحد من تهريب الحيوانات وحماية الصحة العامة في البلاد.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع