يفتح معرض “أونتر ناكتن” (“بين العراة”) في مدينة هانوفر الألمانية أبوابه ليأخذ زواره في رحلة عبر تاريخ ثقافة فريدة من نوعها، هي ثقافة “الجسد الحر” أو “فراي كوربر كولتور” (Frei Körper Kultur) التي تعد منتشرة بشكل واسع في ألمانيا.
يُسلط المعرض الضوء على بدايات هذه الحركة التي نشأت في أواخر القرن التاسع عشر خلال الإمبراطورية الألمانية، كجزء من حركة إصلاح الحياة التي سعت إلى الهروب من صخب المدن والبحث عن نمط حياة أكثر صحة.
في تلك الحقبة، لم يكن التعري كاملاً في ما كان يُعرف آنذاك بـ “حمامات الهواء”، حيث كان الرجال يرتدون ملابس السباحة، بينما كانت النساء ترتدين “فساتين خفيفة” بدلاً من الملابس التقليدية ذات الأكمام الطويلة والرقبة العالية والمشد.
يستند المعرض، الذي يستمر حتى الأول من سبتمبر، إلى مجموعة استثنائية من معروضات ثقافة الجسد الحر محفوظة في معهد ساكسونيا السفلى للتاريخ الرياضي في هانوفر منذ عام 2011.
ويشمل المعرض عرضًا لموقف أندية العراة خلال الحقبة النازية، والتطورات المختلفة التي شهدتها الحركة بعد تقسيم ألمانيا إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية وألمانيا الشرقية الشيوعية.
يُؤكد “ألفريد زيغلوخ”، رئيس الجمعية الألمانية للعُري، على الثراء الثقافي والتاريخي الذي تتمتع به ألمانيا فيما يتعلق بثقافة الجسد الحر.
ويشير زيغلوخ إلى ازدياد شعبية هذه الثقافة خلال جائحة فيروس كورونا، حيث شهد عدد نوادي العراة ارتفاعًا، مع نمو عدد أعضاء الجمعية الفيدرالية من 30 ألفًا قبل خمس سنوات إلى 34 ألفًا حاليًا.
يُعزى زيغلوخ هذا الازدياد إلى رغبة الناس في البحث عن أنشطة ترفيهية بديلة وصحية في الهواء الطلق خلال جائحة فيروس كورونا.
يعد معرض “أونتر ناكتن” فرصة مميزة لعشاق التاريخ والثقافة للتعرف على جانب فريد من جوانب المجتمع الألماني، وفهم تطور ثقافة الجسد الحر عبر الزمن، ودورها في الحياة الاجتماعية في ألمانيا.
المصدر: dw.com