دال ميديا: بينما يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع سيف الرسوم الجمركية فوق رأس الصين، تحاول بكين أن ترتدي قفازات الدبلوماسية المخملية مع أوروبا.
ولكن، كما يعلم الجميع، في السياسة كما في التجارة: الابتسامات غالبًا ما تخفي أنيابًا.
بعد أن أشعل ترامب ما وصفه بـ”يوم التحرير الجمركي”، معلنًا رسومًا ثقيلة على الصين وحدها، دخلت العلاقات الأميركية الصينية مرحلة حرب تجارية معلنة.
واليوم، ورغم التخفيف الجزئي للرسوم، يبدو أن الصين تبحث عن أبواب خلفية جديدة… وأولها باب الاتحاد الأوروبي.
سحر صيني تحت الأضواء الأوروبية
بحسب المحلل السياسي إريك مو فيلين من معهد السياسة الخارجية السويدي (UI)، أطلقت الصين “هجومًا ساحرًا” مدروسًا، خاصة بعد مشاركتها النشطة في مؤتمر ميونيخ للأمن.
الإعلام الرسمي الصيني لم يفوت فرصة لتكرار العبارة الذهبية:
“الآن هو الوقت المثالي لتعزيز العلاقات مع أوروبا.”
بل إن بكين ألمحت إلى إمكانية رفع العقوبات عن بعض أعضاء البرلمان الأوروبي – لفتة يراد بها القول: “نحن هنا أصدقاء جدد… إذا نسيتم قليلاً ماضيكم القريب معنا.”
أوروبا تتجاوب… بحذر!
التغيير في لهجة الاتحاد الأوروبي بدأ يطفو على السطح:
-
رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين تحدثت عن “حوار بناء” مع الصين.
-
رئيس وزراء إسبانيا وصف بكين بأنها “شريك مهم”.
-
قمة مرتقبة هذا الصيف بين فون دير لاين والرئيس الصيني شي جين بينغ.
خطوات قد تبدو صغيرة، لكنها تثير قلق الولايات المتحدة، التي عبرت عن غضبها على لسان وزير الخزانة بالقول:
“أنتم تذبحون أنفسكم بأيديكم!”
الألغام لا تزال مزروعة
ورغم العبارات الودية، يعلم الجميع أن العلاقات ليست نزهة في حديقة الكرز.
العلاقات الصينية الروسية، والمخاوف الأوروبية من غمر الأسواق بالمنتجات الصينية الرخيصة، تبقى عوامل تحدّ من الاندفاع الأوروبي نحو بكين.
كما أن زيارة وفد تجاري صيني رفيع إلى ستوكهولم مرت بهدوء شبه متعمد… في مؤشر إلى أن التوترات العالقة لم تُمحَ ببساطة بابتسامة ودبلوماسية.
أوروبا… بين المطرقة الأميركية والسندان الصيني
بين إغراء التجارة، وضغوط الجغرافيا السياسية، تبدو أوروبا وكأنها تسير على حبل مشدود:
-
كيف تُبقي علاقاتها مع الصين “مربحة” دون أن تغضب شريكها الأطلسي الأهم؟
-
وكيف تحمي صناعاتها من طوفان البضائع الصينية في حال تصاعدت المعركة الجمركية عبر الأطلسي؟
أسئلة صعبة… وإجاباتها قد تحدد وجهة القارة لعقد قادم بأكمله.
المصدر: TV4