ستوكهولم: في خطوة تاريخية على صعيد الأدوية المبتكرة لعلاج مرض الزهايمر، أوصت لجنة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي بالموافقة على طرح الدواء السويدي “ليكانيماب” (Lecanemab) في الأسواق الأوروبية، لكن القرار النهائي لا يزال بانتظار مصادقة المفوضية الأوروبية لإطلاق العلاج رسميًا.
وجاءت هذه التوصية بعد سنوات من البحث والتطوير، حيث يعتبر “ليكانيماب” أحد الأدوية القليلة في العالم التي تستهدف الخرف الناجم عن مرض الزهايمر بشكل مباشر. ويعمل الدواء عبر التأثير على البروتينات المتراكمة في الدماغ، والتي يعتقد أنها تلعب دوراً أساسياً في تطور أعراض المرض.
موافقات سابقة وتحديات
يُذكر أن “ليكانيماب” قد حصل على موافقات رسمية في عدد من الدول مثل الولايات المتحدة واليابان، حيث تم إقرار فعاليته وإتاحته لمرضى الزهايمر في المراحل المبكرة. ومع ذلك، واجه الدواء عقبة كبيرة في السوق الأوروبية خلال الصيف الماضي عندما علّقت الهيئات الصحية الأوروبية الموافقة على طرحه. وجاء هذا التعليق بعد أن أظهرت تقارير طبية بعض المخاوف بشأن الآثار الجانبية التي قد تنتج عن استخدامه، والتي وُصفت بأنها شديدة بالنسبة لبعض المرضى، مما أثار تساؤلات حول سلامته للاستخدام واسع النطاق.
بريق الأمل للمصابين وأسرهم
يعتبر “ليكانيماب” بارقة أمل لعشرات الآلاف من مرضى الزهايمر في أوروبا، حيث لا تزال الخيارات العلاجية المتاحة محدودة، وخاصة في مراحل المرض المتقدمة. ويعتبر هذا الدواء نقلة نوعية لأنه لا يقتصر على تخفيف الأعراض فقط، بل يستهدف جذور المشكلة، عن طريق العمل على إزالة تراكمات بروتين الأميلويد، التي تُعتبر عاملاً رئيسيًا في تدهور وظائف الدماغ المرتبطة بالزهايمر.
دراسة حول فعالية الدواء ومخاطره
أظهرت الدراسات السريرية التي أجريت على “ليكانيماب” نتائج مشجعة فيما يتعلق بقدرته على إبطاء تقدم المرض بنسبة تتراوح بين 20 و30% مقارنةً بالعلاجات التقليدية. إلا أن الأمر لم يخلُ من بعض الآثار الجانبية المحتملة، حيث سجلت الحالات التي خضعت للعلاج في بعض الدراسات ظهور أعراض جانبية مثل النزيف الدماغي، وتورم الأنسجة الدماغية، مما دفع بعض الهيئات الطبية في أوروبا إلى إبداء تحفظاتها. وقد دفعت هذه المخاوف الشركات المطورة إلى تقديم بيانات إضافية وتوصيات لاستخدامه بطريقة آمنة.
قرار المفوضية الأوروبية
يعتبر القرار النهائي الذي ستتخذه المفوضية الأوروبية خطوة حاسمة في مصير هذا الدواء داخل الاتحاد الأوروبي. فالموافقة على “ليكانيماب” قد تفتح المجال لعلاج فعال لمئات الآلاف من المرضى الذين يعانون من الزهايمر وتمنحهم فرصة جديدة لتحسين نوعية حياتهم. من المتوقع أن تأخذ المفوضية في اعتبارها التقييمات والمخاوف السابقة حول الآثار الجانبية للدواء، إلى جانب الفوائد العلاجية التي يمكن أن يقدمها للمرضى.
ويأمل المتخصصون في أن توفر هذه الموافقة فرصة للمزيد من البحث وتطوير استراتيجيات علاجية تساهم في تقليل المخاطر.
المصدر: sverigesradio