موجة عنف غير مسبوقة في المدارس السويدية.. ارتفاع كبير في الإصابات والبلاغات خلال 5 سنوات

المدارس السويدية، صورة توضحية. Foto: JESSICA GOW / TT

ستوكهولم: كشفت مراجعة حديثة أجراه التلفزيون السويدي SVT، أن معدلات العنف الجسدي في المدارس الابتدائية في السويد شهدت ارتفاعًا مقلقًا بنسبة 60% خلال السنوات الخمس الأخيرة، مع تسجيل 355 حادثة عنف جسدي في المدارس للصفوف F-6 خلال عام 2024 وحده، مما يثير قلقًا متزايدًا بين المعلمين وأولياء الأمور والسلطات التعليمية.

أحداث مروعة.. من الإصابات إلى فقدان الأرواح

من بين الحوادث الخطيرة التي تم الإبلاغ عنها، كانت هناك إصابات جسدية خطيرة وأحداث مأسوية، من بينها:

  • معلمة حامل فقدت جنينها بعد أن تعرضت للركل في المعدة من قبل أحد الطلاب.
  • طالب أصيب بكسر في معصمه بعد أن ألقاه طالب آخر أرضًا عند محطة الحافلات.
  • نزهة مدرسية انتهت بتهديدات وأعمال عنف.

ارتفاع في الإبلاغات وحالات الغياب المرضي

وفقًا لبيانات Arbetsmiljöverket (هيئة بيئة العمل السويدية)، ارتفعت البلاغات المرتبطة بالعنف في المدارس الابتدائية بشكل ملحوظ:

  • 2024 (حتى نوفمبر): 355 بلاغًا.
  • 2023: 321 بلاغًا.
  • 2022: 258 بلاغًا.
  • 2021: 236 بلاغًا.
  • 2020: 180 بلاغًا.

وأشارت البيانات أيضًا إلى زيادة حالات الغياب المرضي بين المعلمين بسبب التعرض للعنف، مما يعكس تدهورًا حادًا في بيئة العمل المدرسية.

عوامل وراء تصاعد العنف: نقص الدعم والموارد

أوضح كريستيان هانسون، الخبير في قضايا التعليم بهيئة Arbetsmiljöverket، أن العديد من الحوادث مرتبطة بطلاب يعانون من احتياجات خاصة لم يتم تلبية متطلباتهم بالشكل المناسب:

“غالبًا ما يكون العنف مرتبطًا بمواقف يفقد فيها المعلمون السيطرة، خاصة مع الطلاب الذين يحتاجون إلى دعم إضافي ولم يتم التعامل معهم بشكل مناسب.”

من جهتها، ربطت نقابة المعلمين السويدية تصاعد العنف بتراجع الموارد المالية والضغط المتزايد على العاملين في المدارس، حيث قالت آنا أولسكوج، رئيسة النقابة:

“الطفل ليس المشكلة، لكن عندما تقل الموارد وعدد المعلمين في الصفوف الدراسية، تصبح البيئة غير آمنة وتؤدي إلى تصاعد مثل هذه الحوادث.”

إجراءات رسمية وتحقيق وطني شامل

بالتزامن مع ارتفاع هذه الحوادث، أجرت هيئة Arbetsmiljöverket تفتيشات واسعة على 1000 مدرسة في جميع أنحاء السويد خلال عام 2024، وتركزت التحقيقات على الإجراءات الوقائية للعنف في المدارس.

وأكدت الهيئة أن التقرير النهائي حول هذه التحقيقات سيصدر في بداية عام 2025، وسيشمل توصيات تشريعية لرفع معايير الأمان داخل المدارس.

وزيرة التعليم السويدية: الوضع غير مقبول

وصفت وزيرة التعليم لوتا إدهولم الوضع الحالي بأنه غير مقبول، مشددة على الحاجة إلى تغييرات تشريعية وثقافية للحد من العنف في المدارس.

وقالت:

“يجب على الأهالي تحمل مزيد من المسؤولية، وعلى المدارس أن تتخذ إجراءات حازمة لفرض الانضباط. مسؤوليتي كوزيرة هي ضمان توفير موارد أكبر وتوضيح صلاحيات المعلمين بشكل قانوني.”

حلول مقترحة للحد من الأزمة

  • زيادة عدد المعلمين والمساعدين في الصفوف الدراسية.
  • تعزيز التدريب على كيفية التعامل مع الطلاب الذين يحتاجون دعمًا إضافيًا.
  • تشديد القوانين المتعلقة بالعنف المدرسي.
  • زيادة تمويل المدارس لضمان بيئة تعليمية آمنة.

هل ستكفي الإصلاحات لوقف العنف؟

رغم الجهود المبذولة والوعود الرسمية، يظل السؤال الأهم: هل ستكون هذه التغييرات كافية لوقف موجة العنف المتصاعدة في المدارس السويدية؟

الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت هذه الإصلاحات قادرة على خلق بيئة تعليمية آمنة ومستقرة.

المصدر: svt

 

المزيد من المواضيع