دال ميديا: أثارت القضية المرفوعة ضد مستشار الأمن القومي السابق، هنريك لاندرهولم، جدلًا واسعًا في السويد، بعدما تبيّن أنه ترك وثائق سرية في خزانة غير مؤمّنة داخل مركز تدريب في Gällöfsta في مارس 2023، ما ألقى الضوء على طريقة تعامل رئاسة الحكومة السويدية (Regeringskansliet) مع هذا النوع من الحوادث الحساسة، وفقا لقناة svt.
ووفقًا لما كشفته SVT Nyheter، فإن رئيس الوزراء أولف كريسترشون أكد أنه لم يكن لديه سبب لإعادة تقييم إجراءات الأمن المتبعة في الحكومة، مشيرًا إلى أن القضية الآن بيد القضاء، ورفض الإدلاء بمزيد من التصريحات.
سهوٌ أم تهديد أمني؟
التحقيقات أوضحت أن الأوراق السرية تم العثور عليها لاحقًا من قِبل عاملة نظافة في مركز التدريب. المفاجأة الأكبر جاءت بعد أشهر، حين تلقت هذه العاملة تحويلاً مالياً قدره 15,000 كرونة من مواطن روسي له صلات ببيئة متطرفة عنيفة، مما فتح باب التساؤلات حول وجود ارتباط محتمل بين المبلغ والوثائق السرية – رغم عدم وجود أدلة مؤكدة حتى الآن، كما أن العاملة لم تتمكن الشرطة من الوصول إليها للتحقيق.
تقرير أمني مثير للريبة
الغريب في القضية أن رئيس أمن رئاسة الحكومة، فريدريك آغيماك، أجرى حينها “تقييم ضرر داخلي” وخلص إلى أن التسريب وقع بالفعل، لكنه لم يكن نتيجة إهمال جسيم، وبالتالي لم يُرفع بلاغ رسمي للأجهزة الأمنية.
لكن الشرطة الأمنية (Säpo) انتقدت لاحقًا هذا التقييم في تقرير التحقيق، مشيرة إلى أن:
- لم يتم التواصل مع المركز الذي وُجدت فيه الوثائق.
- لم يتم توثيق إفادة من لاندرهولم نفسه.
- وقائع غير دقيقة تم تقديمها حول ما جرى.
- لم يتم تسجيل الوثائق بشكل رسمي إلا بعد 673 يومًا!
معارضة تتهم الحكومة بالتستر
من جهته، أعرب بيتر هولتكوفيست، المتحدث باسم الدفاع في حزب الاشتراكيين الديمقراطيين، عن استيائه من طريقة تعامل الحكومة مع الحادثة، واتهمها بمحاولة التعتيم على القضية، وهو ما نفاه كريسترسون بشدة، قائلاً: “رئاسة الحكومة لم تتستر على شيء”.
لاندرهولم ينفي التهم
يُذكر أن هنريك لاندرهولم غادر منصبه في يناير الماضي، وينفي بشكل قاطع ارتكاب أي جرم.
وفي الوقت الذي تستمر فيه التحقيقات، ترفض رئاسة الحكومة السويدية التعليق أو الرد على الأسئلة المطروحة من وسائل الإعلام.