دال ميديا: في الوقت الذي تشهد فيه السويد ارتفاعًا كبيرًا في أسعار المواد الغذائية، وزعت سلسلة متاجر ICA في البلاد ما يقارب 1.8 مليار كرون على مالكيها في شكل أرباح خلال عام 2024. والأمر الأكثر إثارة للجدل هو أن 700 مليون كرون منها تُصنف كـ**”توزيعات أرباح مخفية”**، وفقًا لرائد الأعمال ينس نيلاندر الذي قام بتحليل البيانات المالية للشركة، بحسب تقرير نشرته قناة TV4.
توزيعات خفية مثيرة للجدل
تعتبر متاجر ICA من أشهر سلاسل المتاجر في السويد، حيث يملكها ويديرها 1200 تاجر مستقل. وعادة ما يتم الإعلان عن توزيعات الأرباح السنوية في الاجتماعات العادية للشركات، إلا أن هذه التوزيعات الخاصة أو الإضافية يتم اتخاذ قرار بشأنها في اجتماعات غير اعتيادية، مما يجعلها غير مرئية للعامة.
“يمكن أن تعقد جلسة خاصة عندما لا يمكن اتخاذ قرارات معينة في الاجتماع السنوي المعتاد، وغالبًا لا يعرف الجمهور حجم المبالغ التي تم توزيعها”، يقول نيلاندر.
أرباح خفية رغم ارتفاع الأسعار
تشير بيانات ينس نيلاندر إلى أن متاجر ICA التي قدمت تقاريرها السنوية حتى الآن قد وزعت حوالي 1.1 مليار كرون في شكل أرباح مرئية، بينما بلغت التوزيعات الإضافية التي تم اتخاذها في جلسات غير اعتيادية 700 مليون كرون.
وتُعد ICA Maxi في هانينغه، خارج ستوكهولم، المثال الأبرز، حيث أظهرت الأوراق المالية أن الأرباح المعلنة كانت صفرًا، لكن في الواقع تم توزيع 100 مليون كرون على المالكين عبر جلسة غير اعتيادية.
“يحدث ذلك بسبب انشغالنا في فترة المحاسبة، وأحيانًا لا يمكننا تحديد الاستثمارات المستقبلية إلا بعد تقديم التقرير السنوي”، يوضح مدير المتجر في رسالة إلكترونية.
رد ICA على الاتهامات
رفضت جمعية تجار ICA مصطلح “التوزيعات المخفية”، مؤكدين أن جميع التوزيعات تمت وفقًا للقانون.
“كل متجر هو شركة فردية، ويحق لها اتخاذ قرارات بناءً على أوضاعها الخاصة. تعقد الجلسات الخاصة لتعديل التوزيعات إذا كانت الأرباح أعلى من المتوقع أو إذا كان هناك انخفاض في الحاجة إلى الاستثمار”، تقول ماغدالينا سيكنيس، المسؤولة الإعلامية في الجمعية.
هل هي سياسة للتعتيم؟
يعتقد ينس نيلاندر أن هذه الاجتماعات الخاصة تساهم في إخفاء حجم الأرباح الحقيقي، مما يجعل من الصعب على الجمهور ووسائل الإعلام معرفة مدى الربح الحقيقي الذي تحققه المتاجر.
“لا أعارض حق المتاجر في جني الأرباح، لكن يجب أن تكون هناك شفافية أكبر حتى لا يتفاجأ الناس بحجم التوزيعات”، يقول نيلاندر.
خلفية حول القضية
في الوقت الذي يشعر فيه السويديون بالضغط جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية، تأتي هذه الأخبار لتثير غضب المستهلكين، حيث يرون أن الشركات الكبرى مثل ICA تجني أرباحًا ضخمة في ظل الأزمة الاقتصادية.
يشير الخبراء إلى أن هذه الطريقة في توزيع الأرباح تجعل من الصعب مراقبة تدفق الأموال وتحديد حجم الثروة التي يجنيها أصحاب المتاجر.