كشفت دراسة حديثة أجرتها عدد من الجمعيات السويدية، عن تفاقم الأزمة الاقتصادية لدى العوائل السويدية و اتساع نطاق الفقر بين العلائات التي لديها أطفال، مما يثير مخاوف بشأن مستقبل رفاهية الأطفال في البلاد.
وأظهرت الدراسة التي قامت بها منظمات و جمعيات المستأجرين و زهرة نيسان و أنقذوا الأطفال، بالإضافة الى الصليب الأحمر السويدي، ان القلق يزداد لدى الآباء والأمهات ذوي الدخل المنخفض بشأن أوضاعهم المالية، حيث لجأ العديد منهم الى حولول مؤقتة مثل أخذ القروض لتغطية نفقاتهم الأساسية.
وقالت أوسا ريغنار، الأمينة العامة لمنظمة “أنقذوا الأطفال”، انهم تلقوا أكبر عدد من الطلبات حتى الآن من مجموعات جديدة لم تعد قادرة على إدارة اقتصادها.
وأشارت الدراسة إلى أن 40٪ من الآباء العازبين قد اقترضوا أموالًا لتغطية النفقات الأساسية، بينما لجأ 14٪ منهم إلى قروض بدون فوائد. و علقت ماري ليندنر، رئيسة اتحاد المستأجرين، على هذه النتائج قائلاً: “لا ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو. نعتقد أنه يجب إصلاح دعم الإسكان”.
أما أوسا هينيل، الأمينة العامة لجمعية “زهرة مايو” فقد عبرت عن قلقها من خطورة هذه الظاهرة، واصفة الأمر بانه يتحول الى واقع جديد في المجتمع. و كشفت قائلة: “لقد تلقينا عددًا أكبر بكثير من الطلبات، و الناس يتقدمون بطلبات للحصول على احتياجات أساسية أكثر. ويشهد متطوعونا في جميع أنحاء البلاد أن هذا هو الوضع الطبيعي الجديد. إنه أمر مقلق”.
و أشارت الدراسة إلى أن المجموعة الأكثر تضررًا هي العائلات التي تعيلها أمهات عازبات و ذوات دخل منخفض، حيث يفتقرن إلى هامش مالي كافٍ لتغطية نفقاتهن الأساسية.
وعلق أندرس بيدرسن، الأمين العام المؤقت للصليب الأحمر السويدي، على هذه الظاهرة قائلاً: “نرى أن الفقر الغذائي ينتشر. في السابق، كنا نتواصل مع أولئك الذين كانوا في أقصى درجات التعرض للخطر. الآن نرى أن العائلات التي لديها أطفال تطلب الحصول على صناديق المساعدات من تلقاء نفسها”.
و حذرت الدراسة من مخاطر هذه الظاهرة على مستقبل الأطفال، حيث يلجأ بعضهم إلى التخلي عن رغباتهم و احتياجاتهم الأساسية لدعم عائلاتهم. و ذكرت أوسا ريغنار، انهم يرون شباباً يتوجهون إليهم ولا يملكون المال حتى للذهاب الى العمل، فرغم حصولهم على وظيفة مؤقتة خلال عطلة الصيف، إلا انهم لا يمكنهم تحمل تكاليف قطع التذاكر للذهاب الى العمل والسبب هو ان أولياء الأمور ليس لديهم المال الكافي لدفع ثمن بطاقة الحافلة.
و دعت الدراسة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة هذه الظاهرة، بما في ذلك إصلاح دعم الإسكان، و زيادة أجور النساء، و توفير رعاية أطفال مناسبة.
و اختتمت الأمينة العامة لمنظمة “أنقذوا الأطفال” حديثها قائلة: “السويد في عام 2024 و ليس عام 1800. انه عار ان يكون الأمر على هذا النحو”.
المصدر: tv4.se