أزمة في شريان النقل الحيوي للسويد.. تعطل خط القطار الشمالي يكبّد الصناعة خسائر ضخمة!

حركة القطارات في شمال السويد. Foto: Anders Humlebo

دال ميديا: تشهد صناعة التعدين والسياحة في مقاطعة نوربوتن خسائر فادحة بسبب النقص الحاد في القدرة الاستيعابية والأعطال المتكررة على خط سكة حديد مالمبانا، وهو شريان النقل الحيوي الذي يربط بودين بـريكسغرينسن وصولًا إلى نارفيك في النرويج.

وفقًا لبيانات كشفت عنها قناة SVT، فإن القطاع بين كيرونا وريكسغرينسن كان الأكثر تضررًا في السويد العام الماضي، حيث واجه العدد الأكبر من الأعطال، ما تسبب في تأخير قطارات الشحن والركاب على حد سواء.

يؤكد يانوس براندين، مدير التطوير في منطقة نوربوتن، أن الوضع الراهن يشكل كارثة اقتصادية للمنطقة، قائلًا:
“عندما تتوقف القطارات هنا، تخسر الصناعة وقطاع السياحة مليارات الكرونات”.

خط مالمبانا: بنية تحتية هشة تهدد الاقتصاد

يُعتبر خط مالمبانا أحادي السكة، مما يجعله عرضة لأي خلل فني أو عائق طبيعي، حتى ولو كان طفيفًا. وتوضح كارولين ويس، المديرة التنفيذية لشركة LKAB مالمترافيك، حجم الخسائر الناجمة عن ذلك، حيث تقول:
“كل يوم تعطل يكلفنا 100 مليون كرون من العائدات المفقودة”.

لا تقتصر الأضرار على شركة التعدين LKAB وحدها، بل تمتد أيضًا إلى شركات الشحن والسياحة، ما يتسبب في خسائر مالية تُقدَّر بالمليارات سنويًا، وفقًا لما صرح به يانوس براندين.

مشاكل تقنية ومناخية تفاقم الأزمة

تُفاقم العوامل الجوية من هشاشة البنية التحتية، حيث يمكن للكميات الصغيرة من الثلوج أن تعطل القطارات التي يصل طولها إلى 750 مترًا وتزن 8600 طن، وفقًا لما أوضحه تروند يونسون، أحد سائقي القطارات.

من جانبه، يؤكد نيكلاس يوهانسون، رئيس الاتصالات في LKAB، أن الشركة اضطرت إلى خفض إنتاجها بمقدار مليون طن من خام الحديد سنويًا بسبب المشكلات المستمرة في النقل، مضيفًا:
“نحن في سوق مربحة، ولكننا مضطرون إلى تقليص الإنتاج فقط لأننا لا نستطيع إيصال شحناتنا عبر مالمبانا”.

خطط تطويرية لزيادة القدرة الاستيعابية بحلول 2030

في ظل هذه التحديات، تعمل هيئة النقل السويدية (Trafikverket) على مشروع يستمر حتى عام 2030 لتحسين قدرة خط مالمبانا. تشمل هذه الخطة:

  • إطالة محطات الالتقاء بحيث تتمكن القطارات الأطول من العبور بسهولة.
  • تعزيز البنية التحتية للسماح بمرور القطارات الأثقل وزنًا.

ومع ذلك، تصر LKAB على ضرورة تنفيذ حل مزدوج المسار بشكل عاجل لضمان استقرار حركة النقل وتجنب الخسائر المتزايدة التي تعصف بالمنطقة.

هل ستفي الحكومة بوعودها؟

بينما تُطرح حلول تطويرية على المدى البعيد، تبقى القطارات متوقفة، والخسائر تتزايد، والاقتصاد يعاني. ويبقى السؤال الأهم: هل ستتحرك الحكومة بسرعة كافية لإنقاذ أحد أهم خطوط النقل في السويد؟

المزيد من المواضيع