دال ميديا: في تطور خطير يعكس ملامح مستقبل الحروب، بدأت الأسلحة الذاتية التحكم والمدعومة بالذكاء الاصطناعي تشق طريقها من المختبرات إلى ساحات المعارك، مع تسجيل أول مهمة قتالية آلية بالكامل على جبهة الحرب في أوكرانيا.
وكشف ستانيسلاف يابلونسكي، المتحدث العسكري الأوكراني، في حديثه لبرنامج بثه التلفزيون السويدي SVT، أن الجيش الأوكراني نفّذ مؤخرًا هجومًا ليليًا باستخدام طائرات مسيّرة برية وجوية تعمل بشكل ذاتي بالكامل، دون تدخل بشري مباشر.
قرارات القتل… تتخذها الخوارزميات!
الجيل الجديد من الطائرات المسيّرة قادر على تحديد الأهداف والهجوم ذاتيًا، ما يقلل من الحاجة إلى طيارين بشريين ويجعل الأنظمة أكثر مقاومة للتشويش الإلكتروني. ويتوقع أن تنتشر هذه التقنية على نطاق واسع ابتداءً من عام 2025.
ويقول لورينز ماير، الرئيس التنفيذي لشركة “Auterion” المتخصصة في تطوير أنظمة الطائرات الذكية:
“في المستقبل القريب، لن يتم توجيه الطائرات يدويًا، بل تُعطى هدفًا وتنفّذ كل شيء ذاتيًا… لكن هذه التكنولوجيا تثير تساؤلات أخلاقية خطيرة.”
تحذيرات أممية وكابوس قانوني
من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مرارًا من هذه التطورات، داعيًا إلى فرض حظر دولي على الأسلحة الذاتية القاتلة، مشددًا على أنها قد تستهدف المدنيين عن طريق الخطأ، وقد يصعب تحديد المسؤولية في حال اتخاذ قرار القتل بواسطة خوارزمية.
رغم هذه التحذيرات، لا يوجد حتى الآن إجماع دولي بشأن حظر هذه الأسلحة، في وقت تتسابق فيه الولايات المتحدة والصين لتطوير أنظمة عسكرية مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
أوكرانيا: لسنا في موقع يسمح لنا بالتقيّد
أما في أوكرانيا، حيث تحتدم المواجهة مع روسيا، يرى كثيرون أن الحديث عن قيود أخلاقية ليس واقعيًا. ويقول رائد الأعمال ياروسلاف أزنيك، المطور لأنظمة الطائرات المسيّرة لصالح الجيش الأوكراني:
“على أوروبا أن تستثمر في الذكاء الاصطناعي العسكري. إذا قررت الأنظمة الدكتاتورية التحرك، ولم نكن مستعدين، فسينتهي كل شيء.”