شهدت تركيا خلال السنوات الأخيرة تزايدًا في الإقبال على سياحة طب الأسنان، فيما بات يُعرف إعلاميًا بـ”أسنان تركيا”، حيث يقصدها آلاف المرضى سنويًا من المملكة المتحدة وأوروبا للحصول على ابتسامة مثالية بتكاليف أقل مقارنةً بمثيلاتها في بلدانهم. إلا أن هذا الحلم غالبًا ما ينقلب إلى كابوس صحي، حيث بدأت العيادات الأوروبية تحذر من التداعيات الخطيرة على صحة المرضى بعد خضوعهم لعلاجات تجميلية سريعة وغير مدروسة في الخارج، بحسب تقرير نشره موقع يورو نيوز.
عروض مغرية ومخاطر خفية
تستقطب العيادات التركية المرضى بأسعار تنافسية وحزم متكاملة تشمل تذاكر الطيران والإقامة. ويشرح د. أليكس فو من عيادة آريا للأسنان في المملكة المتحدة، أن هذه العروض تتطلب “إجراءات علاجية جذرية”، مثل تركيب تيجان وتلبيسات تغطي الأسنان بأكملها، ما يتطلب إزالة نسبة تتراوح بين 60% و70% من نسيج السن الطبيعي. وتؤدي هذه الإجراءات إلى مشاكل صحية قد تشمل التهابات حادة وفقدان العظام الداعمة للأسنان.
مشاكل ما بعد العلاج
بعد العودة من تركيا، يُفاجأ العديد من المرضى بمشاكل متزايدة مثل سقوط التيجان أو تراخيها بسبب استخدام مواد لاصقة ضعيفة. وتظهر الدراسات أن نحو 95% من أطباء الأسنان البريطانيين عالجوا حالات تطلبت تدخلًا تصحيحيًا بعد العلاجات التركية، حيث يمكن أن تصل تكلفة العلاج التصحيحي إلى أكثر من 5000 جنيه إسترليني، وفقًا لتقارير جمعية طب الأسنان البريطانية.
تأثيرات نفسية وقانونية
عند تدهور الحالة، يواجه المرضى صعوبة في العثور على أطباء محليين لإجراء الإصلاحات بسبب المخاطر القانونية. وذكرت إحدى الحالات الموثقة على وسائل التواصل الاجتماعي أن أحد المرضى عانى من انتشار العدوى إلى عظام الوجه، مما أدى إلى الحاجة لخلع الأسنان بالكامل واستخدام أطقم الأسنان. ويشير أطباء الأسنان إلى أن التواصل بين العيادات الأجنبية والمرضى غير متسق، مما يجعل متابعة العلاج أمرًا شبه مستحيل.
نصائح للمرضى المحتملين
ينصح الخبراء المرضى بتوخي الحذر قبل التوجه إلى الخارج للحصول على علاج تجميلي للأسنان، وتقييم المخاطر بشكل جدي، خاصة أن التكلفة الإضافية لعلاج الإصلاح قد تكون باهظة مقارنة بالتكلفة الأولية للعلاج خارج البلاد.