دال ميديا: في كشف صادم أزاح الستار عن واحدة من أكثر قضايا التلقيح الاصطناعي إثارة للجدل، تبين أن أكثر من 30 شخصًا وُلِدوا بين عامي 1991 و2007 في السويد يتشاركون نفس الأب البيولوجي، وهو متبرع بالحيوانات المنوية من فنلندا، حسبما أفادت قناة SVT السويدية.
القصة بدأت عندما قرر أحد هؤلاء الأشقاء إجراء تحليل DNA، ليكتشف بشكل غير متوقع أن لديه أكثر من 30 شقيقًا وشقيقة غير أشقاء، معظمهم يعيشون في ستوكهولم وأوبسالا. ومع استمرار البحث، تم العثور على شقيق جديد الأسبوع الماضي، ليصل العدد إلى 34 شخصًا حتى الآن، في حين يعتقد البعض أن الرقم قد يكون أكبر من ذلك بكثير.
كيف تم اكتشاف الحقيقة؟
إحدى الأخوات، إيسي ميتينين، التي تعيش في فنلندا، قامت بإجراء تحليل وراثي قبل أربع سنوات، لتجد نفسها محاطة بعشرات الإخوة والأخوات الذين يعيشون في السويد. بعد التحقيق، اتضح أن جميعهم وُلِدوا بعد عمليات تلقيح صناعي أجرتها عائلات سويدية في فنلندا، باستخدام نفس المتبرع بالحيوانات المنوية.
تصف إيسي الشعور الأولي بالصدمة قائلة:
“في البداية، كان الأمر غير منطقي على الإطلاق، لكنه لا يزال يبدو غريبًا جدًا، خاصة عندما نجد أشقاء جدد بين الحين والآخر!”
كيف انتقلت العائلات السويدية إلى فنلندا؟
في عام 1985، قامت السويد بحظر التبرع المجهول بالحيوانات المنوية، مما أدى إلى طول قوائم الانتظار للعلاج. نتيجة لذلك، اضطر العديد من الأزواج السويديين للسفر إلى فنلندا لإجراء عمليات التلقيح الصناعي.
اتهامات ضد الطبيب المسؤول.. وماذا يقول؟
في مركز القصة، هناك طبيب فنلندي متخصص في الخصوبة كان يعالج العديد من العائلات السويدية. وبحسب التحقيقات الصحفية، فإن هذا الطبيب كان يستخدم بشكل متكرر الحيوانات المنوية من نفس المتبرع، وهو ما أدى إلى إنجاب أكثر من 30 طفلًا من نفس الأب البيولوجي.
ومع ذلك، ينفي الطبيب أن يكون قد فعل ذلك عن قصد، مشيرًا إلى أنه ربما استخدم نفس المتبرع عدة مرات دون علمه. لكنه لم يقدم أي إجابات حاسمة حول كيفية حدوث ذلك على نطاق واسع، أو لماذا لم يتم تطبيق إجراءات تنظيمية صارمة لمنع مثل هذه الحالات.
مخاوف من المستقبل.. هل هناك المزيد من الأشقاء؟
مع استمرار ظهور أشقاء جدد عبر اختبارات الـDNA، يشعر بعض الأفراد بالقلق حيال الآثار الاجتماعية لهذه الصدفة غير المتوقعة. إحدى الأخوات عبّرت عن قلقها قائلة:
“أحد مخاوفي الكبرى هو خطر لقاء أحد أشقائي البيولوجيين في المستقبل دون أن نعرف أننا أقرباء.”
للتعامل مع هذا الوضع غير المسبوق، بدأ الأشقاء بتوثيق عددهم في سجل مشترك، يتتبع كل من يتم العثور عليه عبر قواعد بيانات الحمض النووي التجارية. ومع ذلك، فإن بعض الأشقاء المكتشفين يرفضون التواصل مع المجموعة، في حين يشعر آخرون بالحاجة إلى البحث عن إجابات حول ماضيهم البيولوجي.
إلى أين ستصل القصة؟
حتى الآن، لم يتم توجيه أي اتهامات جنائية للطبيب أو للعيادة التي كان يعمل بها، حيث لم يُصنف الأمر كجريمة قانونية. ومع ذلك، فإن الجدل الأخلاقي والقانوني حول تنظيم عمليات التلقيح الاصطناعي، خاصة في فترات كان فيها النظام ضعيفًا، يطرح أسئلة مهمة حول حماية حقوق الأطفال في معرفة أصولهم البيولوجية.