دال ميديا: في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة من حيث الأبعاد الجيوسياسية، أعلنت كل من كوريا الجنوبية، واليابان، والصين عن اتفاق مشترك لتعزيز التعاون في مجال حرية التجارة، وذلك في ظل التوترات العالمية المتزايدة نتيجة السياسات الحمائية التي تقودها الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، وفق ما افاد به التلفزيون السويدي SVT.
الاتفاق تم الإعلان عنه في أواخر مارس خلال اجتماع ثلاثي عُقد في العاصمة الكورية الجنوبية سول، في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تقلبات حادة نتيجة قرارات جمركية أمريكية أثارت الكثير من الجدل.
وقال وزير الصناعة الكوري الجنوبي “آن دوك-غيون” في بيان مشترك إن الدول الثلاث تواجه تحديات اقتصادية عالمية مشتركة، ويجب أن “تتعاون لإيجاد إجابات جماعية وفعّالة لها”.
وأشار البيان إلى أن “البيئة الاقتصادية والتجارية الحالية تتّسم بتزايد تفكك الاقتصاد العالمي”، في إشارة إلى التوترات التجارية بين القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين.
ويرى مراقبون أن هذا التقارب بين الدول الثلاث، التي لطالما كانت علاقاتها التاريخية محفوفة بالتوترات، قد يُشكّل بداية لمحور اقتصادي آسيوي قادر على التكيّف مع الصدمات الاقتصادية العالمية، والتقليل من الاعتماد على الأسواق الغربية.
وفي هذا السياق، تقول هيلينا لوفغرين، رئيسة مجموعة الأبحاث في المركز الوطني السويدي للمعرفة حول الصين، إن الاتفاقية قد تكون “خطوة نحو سلاسل توريد أكثر كفاءة، وأسواق جديدة، ونمو في الابتكار والتكنولوجيا”.
وأضافت أن مثل هذا التعاون قد يجعل هذه الدول “أكثر قدرة على الصمود في وجه الصدمات العالمية، سواء كانت اضطرابات جيوسياسية أو أزمات اقتصادية”.
الاتفاق، وإن كان في بدايته، يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الثلاثي، قد تكون لها تداعيات استراتيجية على موازين التجارة العالمية، خاصة في ظل السعي المتزايد من دول آسيا لإعادة رسم خريطة الاقتصاد الدولي بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية.